مِن أشهر الأمراض وأكثرها انتشارًا على مستوى العالم هو مرض السكري؛ حيث ارتفع عدد المصابين من ١٠٨مليون شخص في عام ١٩٨٠ إلى ٤٢٢ مليون شخص في عام ٢٠١٤ وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية في نوفمبر ٢٠١٦، ولكن قابلت هذه النسبة الكبيرة نسبة اهتمام العلماء والباحثين بالدراسات والتجارب حول هذا المرض.
تَمكّن الباحثون من عكس أعراض مرض السكري واستعادة وظائف البنكرياس عند الفئران بإخضاعها لنظام غذائي يشبه الصيام، يقوم هذا النظام على الصيام لبضعة أيام في الشهر مع أخذ بعض الأغذية المختارة بدقة.
ذَكَرَ فريق البحث من جامعة كاليفورنيا أن تعريض الفئران لنظامٍ قاسٍ ثم إعادتها إلى النظام العادي يؤدي إلى تشغيل خلايا البنكرياس لتستخدم نوعًا من البرمجة التنموية، كما أضاف أن النظام يعكس أعراض مرض السكري بنوعيه المعروفين والذي يعجز البنكرياس في أحدهما عن إنتاج الإنسولين وهو النوع الأول، بينما يحدث خلل في مقاومة الإنسولين في النوع الثاني.
تم إخضاع الفئران في هذه الدراسة للصَوم لمدة أربعة أيام في الأسبوع لعدة أشهر، فلاحظ الباحثون تجديد خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن تخزين وإنتاج الإنسولين، كما قام الباحثون بالتجربة أيضًا على خلايا بنكرياسية بشرية أُخِذَت من متبرعين مصابين بالسكري من النوع الأول، فلاحَظوا إنتاج المزيد من الإنسولين مما يبين أن النظام قد يكون فعالًا في البشر أيضًا.
ولكن يُحذر الباحثون من استخدام هذه الحِمية القاسية بغرض العلاج؛ لأن الدراسات ما زالت في بداياتها وقد أجريت على الفئران والخلايا البشرية داخل المختبر، إضافةً إلى أن الحِمية تتطلب قياسًا محددًا للسعرات الحرارية واختيارًا جيدًا للأغذية.
مستقبلًا قد يزف الباحثون لنا خبرًا سعيدًا بإمكانية استخدام هذا النظام لعلاج بعض المرضى دون الحاجة إلى الأدوية أو إلى إجراء أي تغيرات جينية.
إعداد: مصطفى شداد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز