جهاز الرنين المغناطيسي: استخداماته، مميزاته وعيوبه…

  |   تكنولوجيا, علوم

ما بين يقظة عين وغفوتها هناك عقول لا تهدأ عن اختراع شيء جديد او تطوير ما تم اختراعه مسبقا. أحد هذه الإختراعات قد صنع فارق كبير في مجال الطب وهو جهاز الـ MRI ” magnetic resonance imaging “.

وهو عبارة عن جهاز لتصوير الجسم باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي وهذا الجهاز بالفعل قد يمكننا من الاستغناء عن التقنيات الاخرى كال x-ray وال CT scan لمميزات عدة نذكرها فيما بعد ..

اول تصوير تم بهذا الجهاز كان عام 1977 والذي استغرق حوالي 5 ساعات أي أنه ليس حديثا ولكن تم تطويره فالتصوير الآن يستغرق من 30 _60 دقيقة فقط وبصورة أكثر دقة ؛ربما راودت ذهنك بعض التساؤلات حول الجهاز ..كيف يعمل واستخداماته ؟الاحتياطات الواجبة عند التصوير ؟مميزاته وعيوبه ؟ دعنا نأخذك في جولة حول كل هذا.

كيفية عمل جهاز MRI واستخدامه 

هناك قاعدتين أساسيتين بني عليهما هذا الجهاز وهما المجال المغناطيس وأمواج الراديو ولكن كيف يستخدموا في التصوير ؟!!اترك لذهنك العنان وركز معي. هذا الجهاز عبارة عن انبوبة ضخمة تشبه النفق وسرير متحرك يستلقى عليه المريض ثم يحرك السرير لداخل هذه الأنبوبة.

بداخل الجهاز يتولد مجال مغناطيسي عالي جدا يقدر بحوالي 2.:3 تسلا والذي يعادل ألالاف المرات من قوة مغناطيس الثلاجة ونعلم ان الماء H2O يمثل معظم جسم الإنسان والذي يحتوي على الهيدروجين (البروتون)؛ هذا المجال المغناطيسي يؤثر على ذرات الهيدروجين فتصطف في اتجاه معين حيث يكون العزم المغناطيسي لبعض الذرات في اتجاه المجال المغناطيسي وأخرى عكسه مما يلاشي كلاهما الأخر ولكن تبقى بعض الذرات لا تجد نظيرها الذي يلاشيها.

وهنا يأتي دور امواج الراديو التي تولد مجال مغناطيسي متغير يمد الذرات المنفردة بطاقة اكبر فتغير من حركتها المغزلية بعد ذلك تعود لحركتها الطبيعية فاقدة الطاقة التي امتصتها والتي تظهر على شكل فروق في الجهد يتم قياسها من خلال جزء معين في الجهاز يحولها إلي إشارات راديو يتلقاها بعض المستقبلات وتحولها إلى صورة تعود هذه البروتونات لحركتها الطبيعية ولكن بمعدلات مختلفة على حسب نوع النسيج فيقوم الماسح الضوئي بضبط هذه الفروق في السرعات فيظهر كل نسيج مميز عن الأخر وتصبح الصورة دقيقة.

أنواعه واستخداماته

يوجد منه أشكال عدة ولكن الأكثر شيوعا اثنين:

  1. Diffusional MRI
    وهذا النوع يقيس انتشار الجزيئات خلال الانسجة كالماء والدم داخل الأوعية وغيرهم وهذا يساعد في تشخيص بعض الأمراض كالجلطات الأورام ومشاكل الاوعية الدموية.
  2. functional MRI
    وهذا النوع لا يوضح الشكل التركيبي فقط بل أيضا النشاط الوظيفي وهذا ما اشعل الثورة في مجال علم الأعصاب فأثناء اداءك لمهام معينه يمكننا أن نرى ما يدور بداخل مخك وهذا يفتح المجال لمعرفة وظائف كثيرة لمناطق مختلفة بالمخ ويوضح طريقة عمل الوظائف الاخرى وايضا يوضح كيفية سريان الدم حتى في ادق الشعيرات ويحدد المناطق التالفة.

الاحتياطات عند التصوير 

1-قبل التصوير يتم ازالة أي قطعة معدنية مع المريض سواء كان مقص ،حزام او إبر وغيرها لانها تتاثر بالمجال المغناطيسي وتشوش الصور ومن الممكن ان تتحرك وتؤذي المريض
2- يمنع من التصوير المرضى الذين خضعوا لتركيب شرائح معدنية في المفاصل أو صمامات في القلب لانها أيضا تتأثر بالمجال المغناطيسي 
3- أثناء التصوير يجب على المريض السكون تماما لذلك تعطى المهدئات لمن يعانون من الأماكن المغلقة ليظلوا في ثبات ولكن الان تم حل ذلك بصناعة جهاز MRI مفتوح الجنبين 

مميزات جهاز MRI

1-يقوم جهاز MRI بتصوير الجزء المراد من جميع الاتجاهات ويعطي صور ثلاثية الابعاد على عكس x-ray و CT- scan والذي تحتاج لتصوير كل اتجاه منفصل عن الاخر
2- لا يستخدم الجهاز اي اشعة ضارة ولا مواد صبغية كالتقنيات الأخرى فكما قال Dr clistopher filipi متخصص الأشعة بمستشفى الجامعة ب North shore ب New York 
“الفائدة الكبرى من جهاز MRI مقارنة بالتقنيات الأخرى أنه لا يوجد اي خطر عند التعرض لأشعته “
3-ايضا يقوم جهاز MRI بتوضيح الإصابات الداخلية لأنسجة كالعضلات والأربطة والغضاريف ويلعب ذلك دور هام جدا في تشخيص الإصابات الرياضية 

عيوب جهاز MRI

بالرغم من كل هذه المميزات هناك عيوب طفيفة:

  1. تكلفته عالية لذلك غير متوفر بكل المستشفيات وهذا هو العيب الأهم والملحوظ 
  2. أي حركة اثناء التصوير تسبب في تشويش الصورة مما يضطرنا لإعادته بداخله تسمع اصوات مزعجة تشبه الطرق على المعادن وذلك بسبب التيار المولد للمجال المغناطيسي ولكن تم حل ذلك ايضا بوضع سماعات الأذن للمريض حيث يمكنه الاستماع الى الموسيقى اثناء التصوير او بوضع سدادات الأذن لحجب الصوت .

ولكن هذه العيوب لا تشكل عائقا أمام كل هذه المميزات. لا يتوقف الموضوع عند هذا فربما في زمن ليس ببعيد يتم صناعة اجهزة أقل حجما لتصوير اجزاء الجسم بشكل منفصل على سبيل المثال جهاز لتصوير الرأس واخر لليد وهكذا وهذا بدلا من الاستلقاء بدون حركة كل هذه المدة.

مستقبل التصوير بالرنين المغناطيسي

فكرة الجهاز الاساسية تعتمد على الهيدروجين وذلك لثباته ولكن هذا لايعني أن الجزيئات الأخرى في الجسم لا تتاثر بالمجال المغناطيسي والذي يمكننا من تحديد أماكنها فبعض الأبحاث الأن التي يجريها العلماء وجدوا :-

  1. هل الرنين المغناطيسي يكشف السرطان
    قد يصبح من السهل التعرف على الأورام السرطانية من خلال تحديد الأماكن الذي يحتل فيها الجلوكوز تركيز عالي حيث وجدوا ان معدل استهلاك الخلايا السرطانية للجلوكوز يفوق الخلايا الطبيعية لذلك فيما بعد يمكنك تناول مشروبك السكري لتغذي خلاياك العدوانية قبل الإمساك بها 
  2. مرض التوحد
    حيث وجدوا ان نشاط المخ عند مرضى التوحد يختلف عن الوضع الطبيعي وذلك لان مستوى الO2 عندهم أقل وهذا ما يفسر ضعفهم في التواصل وتأخر النطق 
  3. الزهايمر 
    قد يمكننا أيضا من قياس احتمالية اصابة الشخص بهذا المرض عن طريق قياس مدى التراجع في القدرات العقلية لديه وانكماش المناطق المسؤولة عن كل هذا
  4. السمنة
    من خلال هذا الجهاز ايضا تستطيع ان تخسر بعض الوزن وذلك عن طريق تحديد الأماكن الذي يتركز فيها الدهون البنية والتي تحترق بسهولة لتمدك بالحرارة عند التعرض للبرد القارص على عكس الدهون البيضاء حيث ينشغل العلماء الآن في التفكير لطريقة لتحويل الدهون البيضاء والذي تمثل معظم الجسم لدهون بنية يمكن التخلص منها .

ولكن كل هذا ما زال تحت التجارب فهذا الجهاز بالفعل فتح ابوابا عدة وسهل أشياء كثيرة كان يصعب علينا ادراكها.

المصادر:
 https://www.livescience.com/39074-what-is-an-mri.html
http://science.howstuffworks.com/mri.htm

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

غير مسموح بالتعليق حاليا.