الزائدة الدودية اعراضها واسبابها

الزائدة الدودية اعراضها واسبابها
  |   صحة

غالبا قد سمعت أن أحد أفراد أسرتك أو عائلتك قد قام بعملية استئصال للزائدة الدودية نتيجة التهاب قد أصابها، والحل الجراحي الأمثل هو الاستئصال.

وربما تكون من الأشخاص المهتمين بمعاني الأسماء والبحث وراء أصل هذه الأسماء، ومعرفة سبب التسمية، وعندما استفسرت وجدت الإجابة أنها زائدة لأنها عضو زائد على أجسام الكائنات الحية وغير مفيد وإزالته لا تسبب أضرار، أما الشق الثانى من الاسم وهو دودية لأنها تشبه الدودة في شكلها، فهى عضو إسطوانى صغير في الحجم مماثل للدودة في الشكل.

إن اللحظة التي يسلم فيها العلم بالصحة المطلقة لشيء ما يكون العلم قد مات، فنحن إن قلنا أن قوانين نيوتن صحيحة صحة مطلقة لما فكر آينشتاين بعبقريته أن يخرج لنا بالنظرية النسبية التي تعد أفضل الثورات العلمية على مر التاريخ.

الزائدة الدودية

دعونا نتعرف أولا على الزائدة الدودية؛ هي جزء صغير فى الجهاز الهضمى عند الإنسان وهي مرتبطة بجزء في بداية الأمعاء الغليظة يسمى الأعور أنبوبية الشكل مفتوحة من نهاية واحدة من النهايتين، وهذه الأنبوبة رفيعة تشبه الدودة الملتصقة على الأعور.

هذه الزائدة من أكثر المناطق المعرضة للالتهاب في الجسم وذلك لعدة أسباب، أهمهم وأولهم أنها مفتوحة من نهاية واحدة فقط، وكونها أنبوبة ضيقة يجعل احتمالية تعلق أجزاء من الطعام بها وصعوبة التخلص منها أمر وارد جدا.

خطورة التهاب الزائدة الدودية

تكمن خطورة التهاب الزائدة في كونها محاطة بالغشاء البريتوني وهو غشاء شفاف يغطي معظم محتويات البطن في الإنسان، ولهذا عند التهابها وإهمال هذا الالتهاب لدرجة معينة قد تنفجر هذه الزائدة، وقد يتسبب هذا في التهاب للغشاء البريتونى بالكامل والتهاب الأعضاء التي يغطيها، وقد يتسبب هذا في الموت إذا لم يتم تدارك الأمر بالتدخل الجراحي السريع في الوقت المناسب.

ربما تملك الآن صورة عن هذه الزائدة، فلنعد لبداية الكلام لنعرض التساؤل مرة أخرى، ما الفائدة من عضو دودي)العدل( الشكل يلتهب وتتم إزالته بسرعة قبل أن يتسبب في الموت؟

الزائدة ظلت موجودة لمدة تقرب من ثمانين مليون سنة، وهو أكثر بكثير مما فرضه داروين في نظريته عن التطور، إذا افترضنا صحة هذه النظرية.

وظيفة الزائدة الدودية

الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت وجود فائدة لا يستهان بها لهذا العضو، حيث أن أبحاث البروفيسور ويليام باركر -العالم في جامعة ديوك بأمريكا- وفريقه أثبتت أن هذه الزائدة هي مكان لنمو وتكاثر وتخزين لبعض أنواع البكتيريا النافعة المتواجدة في الأمعاء الغليظة تسمى بكتيريا فلورا، والتي تتخذها مسكن لحين الإنطلاق وقت احتياجها، وهذا الملجأ هو مكان إختباء الباكتيريا النافعة في حالات الإسهال العنيفة، والتي قد تؤدي لفقد هذه البكتيريا مع البراز.

وأثبتت الأبحاث أهمية هذه الزائدة في الجهاز المناعى للجسم بحيث تحتوي على ومحاربة الأمراض التي تهاجم، كميات كبيرة من الخلايا المناعية جسم الإنسان، وهي وظيفة لا يمكن بأي شكل إهمالها أو التقليل منها في ظل وجود كل هذه الملوثات ومصادر العدوى، فكما قال الباحث ويليام باركر : “ربما حان الوقت لتصحيح المراجع العلمية، فالعديد منها اليوم تشير للزائدة الدودية على أنها عضو لا وظيفي”.

وقد أضاف الباحث أنه لربما كانت وجهة نظر البعض -وخصوصا الدارونيين المتمسكين بنظرية التطور- هي أن شخص من كل عشرين شخص يستأصلونها ولا يعانون من مشاكل ملحوظة إلا أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الأشخاص الذين يعيشون بلا زائدة هم أكثر عرضة لالتهاب الأعور. ومن الأبحاث الأقدم أيضا في هذا الشأن أنهم وجدوا لهذه الزائدة دور في إنتاج خلايا الدم البيضاء اللازمة في المناعة. و ردا على الدارونيين قال البروفيسور باركر: “الزائدة ظلت موجودة لمدة تقرب من ثمانين مليون سنة، وهو أكثر بكثير مما فرضه داروين في نظريته عن التطور، إذا افترضنا صحة هذه النظرية”.

بالإضافة إلى أن رأي داروين في هذا الشأن كان يفترض وجود الزائدة في أنواع قليلة من الفصائل، وهو ما أثبت العلم الحديث عكسه في هذه الأيام.

وقد أضاف البروفيسور أيضا: “نحن لا نقول أن نظرية داروين في التطور خاطئة، ولكن فقط نقول أن داروين لم يكن لديه كم المعلومات التي نملكها الآن، أعتقد إذا كان لدى داروين المعلومات الموجودة لدينا الآن، وعلم بوجود هذه الزائدة الدودية في العديد من الفصائل الحيوانية لم يكن ليظن أنها مجرد زائدة نتيجة التطور”.

وأضاف: “إذا وجد الطب الحديث طريقة لمنع التهاب الزائدة الدودية، ربما تقل حالات الحساسية، وأمراض جهاز المناعة”.

البروفيسور ويليام باركر

هو أستاذ جامعي بقسم الجراحة بالمركز الطبي في جامعة ديوك. عمل باركر في جامعة ديوك لأكثر من 20 عاما، وتركيزه منصب على الجهاز المناعي ووظائفه.

عرف باركر لاكتشافه وظيفة الزائدة الدودية، بينما يتمركز عمله الحالي حول وصف الوظائف المناعية الطبيعية وسبل إصلاح الوظائف المناعية غير الطبيعية.

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق