هل فكرت يوما في ألا تفكر؟ ؛ إن العقل البشري مصمم إلي أن يأخذنا دوما إما إلي ذكريات الماضي أو إلي التفكير والخوف من المستقبل في حالة عدم التركيز علي وظيفة معينة وهذه الحالة تسمي في علم الأعصاب الوضع الافتراضي ” default mode network ” وفيها يحدث اتصال بين مجموعات من الأعصاب في مناطق مختلفة من المخ، عندما لا نركز علي شيء محدد أو عند تفكيرنا في أنفسنا أو في بعض الأشخاص الأخري عامة.
وظيفة هذه الخاصية للمخ هي بالطبع تذكيرنا بالماضي وأخطاءه محاولة من المخ للتفكير في طرق أفضل لتجنب تلك الأخطاء، أو في المستقبل محاولة لتخطيط جيد له.
حسنا، أن دوام هذه الحالة لفترات طويلة قد تدفع الشخص إلي معدلات عالية من التوتر أو الشعور بالذنب من أخطاء الماضي، وقد يشعر بالإحباط عند التفكير في المستقبل، مما يزيد هرمون الكورتيزول في الجسم لفترات طويلة، وقد يدخل الشخص في حالة مستمرة من الاكتئاب، ما الحل إذا؟
علماء الأعصاب أقروا وأثبتوا التأثير الفعال للاسترخاء “meditation” علي إيقاف هذا النظام، وهو ببساطة محاولتك لمنع تلك الأفكار التي تتصارع مع عقلك إراديا، وذلك بتركيزك علي الحاضر، فبذلك تتخلص من آلام الماضي ومخاوف المستقبل، لها طرق عديدة منها أن تراقب حركات جسدك أثناء أخذ الشهيق والزفير، أو أن تسير في مناطق تكثر بها المناظر الطبيعية -فقد أثبت العلماء أن هذا يغير من تركيب المخ- مما يؤدي إلي تقليل معدلات التوتر والضغوط اليومية بدرجة كبيرة ، وذلك لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة يوميا.
باستخدام تقنيات فحص المخ من علماء الأعصاب مثل تقنية رسم المخ “fMRI” وجد العلماء أنه أثناء ممارسة هذه العادة يزداد التدفق الدموي للعديد من مناطق المخ كالقشرة الأمامية المسئولة عن اتخاذ القرارات، وقلة الإمداد الدموي لمناطق أخري مثل المنطقة المسئولة عن المشاعر والعواطف “amygdala” ،كما وجدوا أن الأشخاص الذين يقومون بهذا الاسترخاء أكثر سعادة وأكثر تسامحا وتصالحا مع النفس، وبالتقدم في العمر يكونون أقل عرضة لتلف مناطق الدماغ، كما أنهم أقل عرضة للزهايمر أيضا.
تحرير: محمد ايهاب
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز