نجد في الصيام كصيام شهر رمضان، تخرج كميات من تلك المياه دون تعويض في فترة النهار، فيتوجب علينا أن نشرب كميات أخرى لنحقق الاتزان ولكن ممكن أن يحدث ذلك بشكل مبالغ وهو شرب كميات كبيرة منه وهذا ما يُسمى “الماء الزائد المميت” Fatal Water Overdose.
ففي عام 2007, توفيت امرأة فى عمر الـ 28 عندما كانت تجري تحدي شرب المياه, فلقد إستطاعت أن تشرب 6 لتر مياه في أقل من ثلاث ساعات ولكن بعدها فوجىء الجميع بأنها تقيأت ثم عادت إلى البيت تعاني من صداع نصفي ثم ماتت فيما يعرف بتسمم المياه Water Intoxication وعندما قام المحققون بالبحث عن سبب الوفاة وجدوا أنها عانت من حالة من نقص حاد في مستوى أملاح الصوديوم فى الدم Hyponatremia نتيجة شرب كميات كبيرة من المياه.
وجدوا السبب في أن الكليتين تتحكم في كمية المياه والأملاح التي تخرج من الجسم في صورة بول عن طريق ترشيح الدم ولكن عندما يشرب الشخص كميات كبيرة من المياه فى وقت قصير، لا تستطيع الكلية أن تطرد هذه الكمية الزائدة فيصبح الدم مغمور بالمياه ثم تنتقل تلك المياه بالخاصية الأسموزية إلى المناطق ذات التركيز العالي من الأملاح فتغادر كميات كبيرة من المياه الدم وتدخل إلى الخلايا فتنتفخ الخلايا بالمياه مثل البالون.
فنجد أن بعض الأنسجة باستطاعتها الانتفاخ نتيجة امتلائها بالمياه بسبب وجودها في مناطق مرنة محاطة بالدهون أو العضلات ولكن هذا لا يحدث في حالة الأعصاب. فخلايا المخ مكدسة في مكان ضيق محاطة بإطار عظمي يسمى الجمجمة والفراغ بين الجمجمة والمخ يحتوي على الأوعية الدموية والسائل المخي وبالتالي مع امتلاء خلايا المخ بالمياه يحدث استسقاء للمخ فيما يعرف بـ Brain Edema فيعاني الشخص نوبات فقدان الوعي وإغماءات وتوقف التنفس مما يؤدي إلى الموت.
إعداد: إسلام بيومي
تدقيق: محمد إيهاب
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز