شَغل هذا التساؤل العديد من العلماء علي مر العصور محاولين وضع إجابه له، إحدى الفرضيات التي وُضِعت لتفسير هذه الظاهرة؛ احتواء تلك العناكب على غدد دهنية تفرز طبقة مطلية بالزيت تمنعها من الالتصاق بخيوط أعشاشها. هذه النظرية الخاطئة تبادرت إلى الأذهان خلال العقود الماضية وسادت في كثير من الأوساط وعبر مواقع الإنترنت بدون تفسير علمي واضح أو دليل قاطع.
العناكب غازلة الخيوط أو “orb weave spiders” -والتي تقطن الحدائق والغابات- هي النوع الأكثر شيوعًا بين جميع أقرانها، وتتكون شباكِها من أنواع مختلفة من الخيوط في مدارات دائرية مثل الفلك تمكنها من التقاط فرائسها من الحشرات والديدان.
أما عن خيوط العناكب، فهي تتكون من البروتين ولكنها تملك القدرة على التحمل مماثلة للصلب، وبعض الأنواع الأخرى تتميز بمرونة كمرونة المطاط. قد يعتقد البعض أن كل طوائف العناكب تفرز خيوطًا لزجًة، ولكن تم العثور على بعض الأنواع التي تفرز خيوطًا غير لزجه.
وبعد بحث ومحاولات للإجابة عن تساؤلنا الأول، وُجد أن نهايات أقدام العناكب “tip toes” تحوي مئات الشعيرات الدقيقة التي تُقلل من المساحة الإجمالية التي تلتصق بالشبكة، وهذا يجعل الحركة عليها أكثر مرونة،وذلك بالإضافة لأسلوبها المبتكر في المشي؛ فهي تخطو خطوات سريعة وخفيفة تجعل انزلاق سيقانها سهلًا للغاية على الشبكة.
واكتشف العلماء مؤخرًا أن هذه الشعيرات الدقيقة مغطاة بمواد كيميائية خاصة تحميها من الالتصاق، وتم التأكد من خاصية هذه المواد الكيميائية عن طريق غسل أرجل تلك العناكب بالماء فوجِدَ أنها تلتصق بخيوطها بقوة كسائر الحشرات.
وفي عام ٢٠١٢ أجرى العالمان R.Bricino وW.G. Eberhard دراسة نُشرت في مجلة “Naturwissenschaften” أوضحت أن وجود هذه الشعيرات يمنع وصول المادة اللاصقة لأقدام العناكب، وهكذا توقع بفرائسها دون أن تلتصق هي بنفسها.
إعداد: محمد عفيفي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز