داخل كل خلايا الإنسان تقريبا الحامض النووي DNA ، وهو عبارة عن تتابعات تحتوي على جميع الأوامر المعلوماتية للجسم، هذه التتابعات تسمى جينات ، الجين “gene” مسئول عن إعطاء أوامر لإنتاج نوع من البروتين، والبروتين هو المسئول عن جميع الوظائف الحيوية، وبالتبعية فإن الخطأ في تتابع الحمض النووي DNA يسمى طفرة “mutation “.
هذه هي القاعدة الاساسية، الأمر أشبه بالحروف الهجائية العربية والتي تشبّه التتابعات، إذا تمّ ترتيب عدد من الحروف بترتيب معين فإنها تعطي معنى معين والتي تشبّه بالبروتين، وبالتالي نستطيع التعبير بجميع مفردات الكلام.
السؤال هنا: من أين أتيت خلاياك الحية وخلاياي الحية التي تحتوي على الحمض النووي DNA؟
الخلية الأولى للإنسان تسمى زيجوت”zygote” وهي نتيجة إلتقاء حيوان منوي(sperm) من الذكر وبويضة (ovum) من الأنثى، الحيوان المنوي والبويضة تسمى خلايا جنسية وتبدأ هذه الخلية في سلسلة من الانقسامات المتتالية خلال تسعة أشهر في رحم الأم يتم فيها تكوين جميع أعضاء الإنسان، هذا الجنين يتكون من خلايا حية والتي تنقسم إلى نوعين:-
خلايا جسدية “Somatic cells” وهي جميع خلايا الجسم مثل القلب والرئة والقدم، وذلك بخلاف النوع الآخر من الخلايا وهي الخلايا الجنسية “germinal cells” مثل الحيوان المنوي في الذكر والبويضة في الأنثى بخلاف مراحلهما ومن هنا ستحتدم المساومة مع والدك أكثر، وتأخذ طابع الجدية.
مع كل انقسام للخلية ينقسم معها DNA والقاعدة تقول: مع كل انقسام من خلايا الجسم تحدث أخطاء في نسخ DNA والحتمية المنطقية التالية هو أنه كلما زادت عدد الانقسامات كلما زاد عدد الأخطاء في DNA.
التقريب المنطقي للفكرة هو مثل أن ترسل خطابا إلى إنجلترا ومن ثم يتنقل إلى عدة بلدان مع عدد من المراسلين أكثر، فإن نسبة الخطأ ستزداد، أما في حالة إرساله بشكل مباشر فإن نسبة الخطأ تنعدم تقريبا ، وبداية من هذه الفقرة فإن المصارحة ستزداد ومنحنى المواجهة سيصبح أكثر تصاعدا؛ كل منا يرث عدد من الطفرات من الأب أكثر من الأم بكثير وذلك بناء على القاعدة المذكورة في الفقرة السالفة، كيف؟ … عدد الانقسامات المتتالية بين بويضة الأم إلى الزيجوت الذي أنتجك إلى البويضة التي ستنتج أبناءك حوالي30 انقسام، أما عدد الانقسامات من الحيوان المنوي في الأب إلى الزيجوت الذي قام بإنتاجك إلى الحيوان المنوي الذي سينتقل إلى أبناءك حوالي 400 انقسام وبالتالي عدد الطفرات من الأب أكثر من الأم.
السؤال هنا، ما مصير هذه التغيرات والطفرات ؟ .. معظمها غير مؤثر، في حال إن كانت هذه الطفرات ضارة سيفشل الزيجوت من الأساس على استمرار الانقسام، وإن كان رد والدك يشمل الاحتمال الأخير وهو أنه إذا كانت الطفرات ضارة فكيف جئت من الأصل فإن الخطة فشلت بالتأكيد.
تحرير الكاتب: محمد نصار
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز