كتاب، أم…؟!

كتاب
  |   علوم

ها نحن في إجازة نصف العام والتي تعني لي —بشكل شخصي للغاية— شيئًا واحدًا “معرض القاهرة الدولي للكتاب” هذا الحدث الجلل على مدار العام كاملًا، قد يبدي البعض امتعاضًا بمجرد ذكر الفكرة إما لأنه ممل —على حد قولهم— أو لأنهم يعتقدون أن الكتب الإلكترونية تُغني عن الزيارة؛ قطعًا لا لأن هذا يتنافى بشكل كلي وموضوعي عن الأعداد الغفيرة التي تزور المعرض كل عام، فضلًا عن رائحة الورق العتيق الجذابة.

لعلك رأيت العديد من الاقتباسات التي تبجل القراءة والكتب، سواء كنت من مؤيدي هذه الاقتباسات أو ترى أنها مبالغة، لا نختلف على أن القراءة تحتل قمة هرم الأشياء الممتعة، لعل أيضًا من منغصات القراءة هي القراءة الإلكترونية أو قراءة الـTablets كما يسميها البعض —لا أفضلها على الإطلاق — التي تصيبك بما يشبه الـAlzheimer’s حالما تترك الجهاز, هذا صحيح, فطبقًا لدراسة أُقيمت عام 2006 نحن نقرأ 20% فقط من النص أول كلمة، وآخر كلمة والكلمات المهمة في الجملة فقط؛ وبما أن العلم ما هو إلا قراءة وقراءة والكثير من القراءة، يخبرنا في هذا المقال عن أهمية القراءة والتي ينحاز فيها العلم إلى القراءة صديقته المفضلة عن منافسيها، فهل تفضل…

  1. كتاب، أم مقطوعة موسيقية؟ قامت جامعة سيوزكس بعمل دراسة على تأثير الكتب على العقل ووُجد أن نصف ساعة من القراءة تعادل كوبًا من القهوة، أو الشاي, أو الاستماع إلى الموسيقى. إنها تقلل الضغط العصبي بنسبة 68%، يعتقد العلماء أن السبب جزء هروب “Escapism” وجزء نفسي حيث يفقد الجسد التركيز على نفسه وينعم بالاسترخاء والتخلص من الشد العضلي.
  2. كتاب ورقي، أم Tablet؟ هل تعتقد أنك تقرأ أقل عندما تقوم بالقراءة الإلكترونية أو تحصل على معلومات أقل؟! كان من حقك أن تعتقد ذلك قبل عام 1992، ولكن يقول العلماء أن السبب نفسي في الواقع وأن الناس فقط يميلون إلى الكتب الورقية —تذكّر الأعداد الغفيرة في المكتبات ومعارض الكتب —، يظل العلماء غير متأكدين من ذلك!
  3. الشعر، أم الموسيقى؟ الشعر يؤثر على المخ كالموسيقى، فهو مرتبط بالفص الأيمن للمخ المسئول عن المشاعر، وبشكل خاص عندما نقرأ شعرًا جيدًا لكاتب معروف فأن المناطق المسئولة عن الذاكرة في المخ تنشط أيضًا.

نحن نتفاعل جسديًا للكنايات النصية التي نقرأها بطريقة أكثر بكثير مما نعتقد كما تقول دراسة أقامتها جامعة إيموري، فعند قراءة الكنايات والجمل التعبيرية والتشبهيبة، يقوم الجزء من المخ المسئول عن لمس الأشياء بالإضاءة!

لدى المخ العديد من الطرق لترجمة وتذكر الرموز، لغته الرمزية الخاصة، ولكن واحدة من الطرق المذهلة للمواكبة تحدث عندما نقرأ شيئًا معقدًا و غير مألوف مثل الرموز الصينية “كانچي” Kanji، فعندها يقوم المخ بكتابة الكلمة المعنية ويتم تنشيط المنطقة المسئولة عن الكتابة في المخ كما لو كنت تمسك قلمًا وتكتب فعلًا.

إذا كنت ممن لا يحبون القراءة —وهذا نادر لأنك تقرأ هذا المقال بالفعل— أعطها فرصة أخرى فالجميع يستحق ذلك، وأعدك أنها لن تخذلك أبدًا.

إعداد:رقية أشرف

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق