ذلك السائل الذي يسير في أوعيتنا الدموية قد يكون علاجًا في يوم من الأيام… وهذا ما تم إثباته مؤخرًا.
ففي دراسة من جامعة ستانفورد، تم جمع عينات من الدم من ثلاثة أعمار مختلفة؛ أولهم من الحبل السري للأطفال، والثانية من شباب يتراوح أعمارهم بين 19 و24 سنة، والأخيرة من كبار سن أعمارهم بين 61 و 82. وبعد ذلك قاموا بحقن البلازما في فئران عمرها يقارب 50 سنة، وجدوا أن من تم حقنهم بدماء الأطفال تحسن سلوكهم وذاكرتهم للأفضل؛ وذلك يرجع لنشاط في منطقة (Hippocampus) وهي المنطقة المرتبطة بالتعلم والذاكرة والتي تقل كفاءتها مع تقدم العمر.
بينما مع حقن دماء الشباب المتراوحة أعمارهم بين 19 -24 سنة أظهر تحسنًا ولكن لا يقارن بذلك التحسن الذي أحدثه دماء الأطفال، ولم يتحسن وضعهم مع دماء كبار السن.
يتوقع العلماء أن السبب يرجع إلى البروتينات الموجودة في دمائنا ويرجحون أنها تلك البروتينات التي وجدوها بنسب عالية في دماء الأطفال وهي (TIMP2 & GDF11).
مشكلة هذه الأبحاث أننا لا نعرف حتى الآن طريقة عمل تلك البروتينات ولم نقم بتجربتها على البشر، وهذا ما علق عليه فيليب لاندفيلد —عالم أعصاب بجامعة كنتاكي— قائلًا: ” تلك التجربة تشبه الصندوق الأسود، فنحن لا نعرف ماذا يحدث”.
في المقابل قام توني ويس —أحد الباحثين في ذلك البحث— بإجراء تجربة سريرية على مرضى “ألزهايمر” في جامعة ستانفورد، ليرى آثار حقن دماء شباب أقل من 30 سنة لأولئك المرضى.
لذلك هل تعتقد في المستقبل القريب أننا سنتمكن من علاج آثار الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالتعلم والذاكرة بمجرد نقل ذلك السائل الذي يجري في أوردتنا؟
هذا السؤال يجيب عليه شخص واحد ألا وهو الوقت…
إعداد: شاكر هنداوي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز