مشهد محبب إلى القلوب؛ رؤية ذلك المكوك ينطلق عبر السماء ويتحرك مخترقًا ذلك الحاجز من وإلى الفضاء، ليكتشف عالمًا غامضًا يُثير أسئلةً أكثر مما يجيب، ويُثير في الأذهان التعجب والإعجاب بذلك الإبداع، ولكن هل اختراق ذلك الحاجز بتلك السهولة؟
كثيرًا ما رأينا في الحقيقة والأفلام تصوير ذلك المكوك ذي المقدمة المُلتهبة من شدة الحرارة، ولكن قلما تساءلنا ما مصدر تلك الحرارة، هل الغلاف الجوي للأرض بهذه السخونة؟! قطعًا لا، إذًا فمن أين تأتي كل تلك الحرارة؟
للإجابة على هذا السؤال سنتطرق إلى قضية أخرى لا تقل أهمية، وهي حاجة المكوك إلى سرعة كبيرة للهروب من جاذبية الأرض -تقريبًا- 33 ضعف سرعة الصوت!
ما يحدث هو أنه عندما يقترب المكوك من سرعة الصوت يبدأ الهواء المحيط بالمكوك بإظهار خواص جديدة وهي خصائص قابلية الانضغاط (Compressibility effect) وهي ما تؤثر كثيرًا على تفاعل الهواء مع المكوك.
عند تلك السرعات الكبيرة تصدم جزيئات الهواء الساكنة بالمكوك المنطلق بسرعةٍ كبيرةٍ جداً، فتتحول طاقة الاصطدام هذه إلى حرارة تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الهواء المحيط بالمكوك إلى قيمٍ كبيرة جدًا، مما يؤدي إلى احمرار مقدمة المكوك، وهو أمرٌ في غاية الخطورة، فقد يتسبب ذلك في انفجار المكوك.
ذلك الأمر يحدث أيضًا مع النيازك والأجسام الفضائية التي تسقط من الفضاء الخارجي للأرض، ولكن الأمر هذه المرة في صالحنا، فذلك يؤدي إلى انفجار معظم النيازك قبل وصولها إلى الأرض وتسبيبها للدمار، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الشهب التي تزين سماء الليل.
في المرة القادمة التي ترى فيها ذلك الشهاب يضيء السماء، تفكَّر كيف أن الله حماك من خطر عظيم، بل وجعل ذلك منظرًا بديعًا خلابًا تتأمله في هدوء تلك الليلة الصافية.
إعداد: عمر مصطفى
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز