المحتويات
- المولد والنشأة
- تحدي الفقر والعنصرية ضد المرأة
- في السوربون
- بداية العمل البحثي
- العودة إلى بولندا
- قصة حب
- بيير كوري
- تجاربها على اليورانيوم
- اكتشاف البولونيوم والراديوم
- اول امرأة حصلت على جائزة نوبل وكانت في الفيزياء
- مقتل بيير كوري
- جائزة نوبل للمرة الثانية
- دورها أثناء الحرب العالمية الاولى
- إسهاماتها في علاج الأورام
- مؤتمر سولڤاي
- ستار النهاية
- تكريمها بعد وفاتها
لعلك أردت يومًا زيارة متحف ماري كوري بباريس، لتشاهد الأدوات الشخصية لأشهر العلماء النساء على مر التاريخ؛ لذا دعني أولًا أخبرك أنه يتعين عليك فعل ذلك على مسؤوليتك الشخصية بعد أن ترتدي درعًا واقيًا لحمايتك من الإشعاع؛ فهذه الأدوات لاتزال ملوثة بالإشعاع الذري حتى الآن وإلى ألف وخمسمائة عام قادم.
المولد والنشأة
ولدت ماريا سكلودوڤسكا الابنة الصغرى من بين خمسة أبناء، في السابع من نوڤمبر- تشرين الثاني عام 1867 في مدينة وارسو ببولندا -التي كانت واقعة حينها تحت سيطرة الاحتلال الروسي- لأبوين امتهنا التدريس؛ إذ عمل والدها معلمًا للفيزياء والرياضيات فيما كانت والدتها ترأس مدرسة داخلية للفتيات. عمد والداها إلى تشجيعها على حب العلوم وأظهرا لها اهتمامًا مبكرًا إذ كانت ذات عقل متقد منذ نعومة أظافرها.
عاشت أسرة ماريا حياة هادئة في كنف والديها، ولكنها لم تكد تبلغ عامها العاشر حتى أتت الرياح بما لم تشتهِ السفن؛ إذ فقد والدها وظيفته، ثم توفيت كبرى أخواتها أثر إصابتها بحمى التيفوس، لتبلغ الفاجعة أوجها وتفطر قلب ماريا الصغيرة بوفاة والدتها بعد معاناة مع السل. كان لوفاة والدتها وأختها أثرًا سلبيًا بالغًا عليها؛ أدى بها إلى ترك الإيمان والتحول إلى اللاأدرية. عانت الأسرة طوال تلك الفترة من تدهور الأحوال الاقتصادية بعدما ماتت الأم وفقد الأب عمله حتى أن والدها اضطر إلى إيجار أثاث المنزل لتدبير نفقاتهم الأساسية، فكانت ماريا لا تجد بدًا من النوم على الأرض.
التحقت ماريا بعد ذلك بالمدرسة الداخلية التي كانت والدتها تعمل بها، ثم بمدرسة أخرى للمتفوقين لتتم تعليمها ما قبل الجامعي في عمر الخامسة عشر عام 1883 بحصولها على ميدالية ذهبية لتفوقها الاستثنائي.
تحدي الفقر والعنصرية ضد المرأة
لم تجد ماريا مفرًا من العمل في سن صغير لتوفير نفقات تعليمها؛ فعملت كمعلمة خصوصية ومربية لأبناء الأسر الغنية، بينما كانت تقضي وقت فراغها في القراءة وتعلم الفيزياء والكيمياء والرياضيات ذاتيًا، وبرغم أنها نعتت تجربة العمل تلك بالقاسية إلا أنّ العزلة التي فرضها عليها العمل زادتها تحملًا وجَلَدًا، أو بالأحرى زادت من عزمها للالتحاق بالجامعة واستكمال مشوارها التعليمي. بَيْدَ أنّ سوء الأحوال المادية لم يكن العقبة الوحيدة في طريق إكمالها للتعليم الجامعي؛ فبِغَض الطرف عن هذا لم تكن جامعات بولندا المحتلّة آنذاك تسمح بالتحاق الفتيات بها؛ فما كان منها إلا أن التحقت مؤقتًا -إلى جانب العمل- بجامعة سرية غير رسمية تدعى الجامعة العائمة “The Floating University” وجد الطلاب فيها ما يطفئ تعطشهم للمعرفة، فدرسوا فيها الثقافة والتاريخ البولنديين -واللذين منعت سلطات الاحتلال تدريسهما- إضافة إلى غيرهما من العلوم.
برغم شعور ماريا الدائم بالقومية، وارتباطها بوطنها، إلا أنّها لم تجد خيارًا آخر أمامها سوى السفر لاستكمال تعليمها الجامعي. في هذا الوقت كانت شقيقتها (برونيا) تواجه ذات العقبات؛ لذا أبرمت الشقيقتان اتفاقًا مفاده أن تسافر برونيا إلى باريس لدراسة الطب على أن تظل ماري في بولندا تعمل لتوفر لها نفقات التعليم ثم تتبادلا الأدوار بعد أن تنهي برونيا دراسة الطب لتسافر ماريا ذات الرابعة والعشرين إلى باريس عام 1891.
في السوربون
التحقت ماري بجامعة باريس العريقة “السوربون” في نوڤمبر 1891 لدراسة الفيزياء والكيمياء والرياضيات، وسجلت نفسها في سجلات الجامعة باسم ماري وهو الصيغة الفرنسية لاسم ماريا. في بداية إقامتها في باريس استضافتها أختها برونيا في شقة الزوجية خاصتها، لكن الطريق من تلك الشقة إلى السوربون كان يستغرق ساعة كاملة؛ لذا استأجرت غرفة صغيرة زهيدة الثمن إلى جوار الجامعة في الحي اللاتيني، وما أشد ما كانت تقاسي برد الشتاء القارس في تلك الغرفة التي تنقصها وسائل التدفئة اللازمة، كما كانت تقتات على الخبز بالزبدة والشاي فقط لذا فقدت كثيرًا من وزنها وتدهورت صحتها.
بطبيعة الحال كانت الدراسة في السوربون بالفرنسية لذا كان عليها فور وصولها إلى باريس أن تتقن الفرنسية على وجه السرعة لمتابعة دراستها. حين التحقت ماري بالسوربون كان هنالك 23 امرأة فقط من بين 1800 طالبٍ، تخصصت اثنتان منهن فقط في العلوم كانت ماري إحداهما في وقت اعتقد فيه الجميع أن النساء ليسوا مؤهلين لدراسة العلوم، لكن ماري النابغة كعادتها تابعت دراستها بكدٍ شديدٍ لتكلل مجهوداتها بحصولها على درجة الماچستير في الفيزياء في صيف عام 1893 وهي في عمر السادسة والعشرين؛ لتصبح بذلك أول امرأة تنال درجة علمية في الفيزياء من جامعة السوربون، في العام التالي تمكنت من الحصول على درجة أخرى في علم الكيمياء.
بداية العمل البحثي
بعد ذلك تم تمويلها لدراسة الأنواع المختلفة من الفولاذ، واكتشاف الكيفية التي يؤثر بها التكوين الداخلي لكل نوع على خواصه المغناطيسية بهدف إتاحة الفرصة للتحكم في تلك الخواص. احتاجت ماري إلى مختبر للعمل لذا قامت بزيارة العالم الفرنسي بيير كوري بناءً على توصية من أحد زملائها.
العودة إلى بولندا
بعد عملها البحثي على الخواص المغناطيسية للفولاذ لمدة عام شعرت بالحنين إلى بولندا لتأخذ عطلة وتعود إليه يحدوها الأمل أن يحتضن وطنها شغفها للعلم، لكن معضلة إنكار حق النساء في استكمال تعليمهم كانت لاتزال قائمة؛ لذا عادت ثانية إلى فرنسا مرغمةً.
قصة حب
فور عودتها إلى باريس -وبينما كانت في عمر الثامنة والعشرين- تزوجت من بيير كوري في 26 يوليو عام 1895 الذي كان قد عرض عليها الزواج قبل سفرها إلى بولندا بعدما اشتعلت جذوة الحب في قلبيهما؛ لتشاركه الحياة والعمل وحتى وقت الفراغ الذي كانا يقضيانه في ركوب الدراجات والسفر في أنحاء أوروبا. كان بيير البالغ من العمر ستة ثلاثين عامًا قد أتم رسالة الدكتوراه خاصته في الفيزياء بعد توقف دام سنوات بعد أن شجعته ماري على إنهائها؛ ليصبح أستاذًا في الجامعة. لذا استأجرا شقة صغيرة في باريس ليعيشا براتب بيير بينما استمرت ماري في دراستها في السوربون.
بيير كوري
كان بيير بالفعل عالمًا مرموقًا حين تعرفت إليه ماري؛ إذ اكتشف في عمر الحادية والعشرين -بمساعدة شقيقه چاك- إمكانية توليد الكهرباء بواسطة الضغط فيما عُرف اصطلاحًا بالكهرظغطية “Piezoelectricity“، إضافةً إلى اكتشافه أثر تغير درجة الحرارة على الخواص المغناطيسية فيما يعرف فيزيائيًا بنقطة كوري.
تجاربها على اليورانيوم
في سبتمبر 1897 وضعت ماري طفلتهما الأولى (إيرين)، بيد أنّ انشغالها برعاية الطفلة لم يمنعها من مواصلة البحث؛ إذ أنّ المجتمع العلمي آنذاك كان منبهرًا باكتشاف الآشعة السينية على يد (رونتجن) عام 1895؛ فتسنّى للأطباء تصوير العظام، ثم اكتشاف عنصر اليورانيوم المشع على يد (بيكريل)؛ وأرادت ماري أن تعرف مصدر الإشعاع الصادر من اليورانيوم، فطفقت تجري التجارب على معدن يدعى “البيتشبليند”، وهو معدن أسود اللون، كان معروفًا آنذاك أنه يحوي عنصري اليورانيوم والأكسچين؛ لتمضي باكتشاف بيكريل لليورانيوم قدمًا وتستنتج أنّ الآشعة المنبعثة من اليورانيوم تسبب فرقًا في الجهد في وسط الهواء المارة خلاله لذا يصبح موصّلًا للكهرباء، كما أنّها تزداد طرديًا بزيادة كمية اليورانيوم المستخدمة بغض النظر عن حالته لفيزيائية، لاحظت أيضًا أنّ تأثير البيتشبلند على موصّلية الهواء الكهربية أكبر من تأثير اليورانيوم منفردًا، وهذا قادها إلى استنتاج آخر وهو أن البيتشبلند يحوي عناصر مشعة أخرى بخلاف اليورانيوم؛ ليتحمس زوجها للعمل معها ويتشاركا البحث
اكتشاف البولونيوم والراديوم
واصل الزوجان كوري العمل على البيتشبلند ليكتشفا عنصرًا جديدًا -في الثامن عشر من يوليو 1898- أكثر إشعاعًا 400 مرة من أي عنصر آخر، اطلقا عليه اسم البولونيوم نسبة إلى اسم بلدها الأم بولندا باللاتينية “polonia“، بعد ذلك في 26 ديسمبر من نفس العام اكتشفا عنصرًا آخر لكن نشاطه الإشعاعي فاق البولونيوم بمقدار 900 ضعف، أطلقا عليه اسم الراديوم نسبة إلى التسمية اللاتينية لكلمة شعاع. فيما تلا ذلك، استطاعا استخلاص مقدار ديسيجرام من الراديوم النقي، ونشرا حوالي 32 ورقة بحثية كان مفاد إحداها أنّ الخلايا السرطانية استجابت على نحو أسرع لآشعة الراديوم من الخلايا السليمة ليتم تدميرها، لكن التصريح الذي أثار الجدل حينها هو أنّ مصدر هذا الإشعاع تحت ذريًا؛ بمعنى آخر أنّ جسيمات دقيقة ما بداخل الذرة تركتها لتصدر هذه الأشعة وسمت ماري ذلك اصطلاحًا النشاط الإشعاعي للعنصر “Radioactivity” في وقت كان فيه تصور المجتمع العلمي عن الذرة قاصر على اعتبارها جسم مصمت لا يتغير؛ لتثور على مسلمات العلم آنذاك وتسطر مفهومًا جديدًا للتركيب الذري، وكان هذا التصريح حجر الأساس الذي اعتمد عليه رذرفورد بعد ذلك، وكذا أينشتاين في أبحاثهما حول الذرة.
اول امرأة حصلت على جائزة نوبل وكانت في الفيزياء
في العام 1903 حصلت مدام كوري على الدكتوراه في الفيزياء من السوربون؛ لتصبح بذلك أول امرأة تحصل على درجة الدكتوراه من جامعة فرنسية. في نوڤمبر من نفس العام كافأت الجمعية المَلَكية بلندن الزوجان كوري بإهدائهما وسام ديڤي، ثم رُشِح السيد كوري وحده لجائزة نوبل دون ماري؛ لذا أرسل خطابًا إلى اللجنة المسؤولة يوضح فيه دور ماري في العمل معه ويدعم حقها في اقتسام الجائزة معه، فوافقت اللجنة؛ لينالا معًا على جائزة نوبل في الفيزياء، لتصبح ماري أول امرأة تحصل عليها في التاريخ، وقد تشاركاها مع العالم بيكريل مكتشف اليورانيوم الذي استخدماه في البحث. بالطبع احتفت فرنسا بهما لفوزهما بنوبل؛ إذ عينت ماري مديرًا لمركز البحوث في الجامعة، وشغل بيير كرسي الفيزياء في الجامعة، كما منحتهما مختبرًا متطورًا لاستكمال البحث. استخدمت مدام كوري بعضًا من الجائزة المالية لمساعدة الطلاب الفقراء في بولندا.
الجدير بالذكر أنهما لم يتمكنا من السفر إلى السويد لتسلّم الجائزة شخصيًا؛ إذ بدأ الإعياء والتعب يظهر على كليهما من جرّاء التعرض الدائم للإشعاع -فلم يكن العلماء قد توصلوا بعد إلى خطر الإشعاع على الصحة-، ففقدت ماري الكثير من وزنها، وأصابها سعال مزمن، كما ظهرت على أيديهما حروق خطيرة.
مقتل بيير كوري
لم يكد الزوجان يسعدان بإنجازاتهما العظيمة ثم بمولد طفلتهما الثانية إيڤ في ديسمبر 1904 حتى التقى طرفا دائرة حياتهما السعيدة معًا؛ ليُقتل بيير في حادث سير بعد أن صدمته عربة حصان في 19 إبريل 1906 تاركًا خلفه ماري أرملة وحيدة ذات تسعة وثلاثين عامًا بطفلتين وأطنان من العمل البحثي. بصعوبة شديدة استطاعت ماري دفن حزنها العميق على وفاة زوجها في العمل، لتحصل على منصب زوجها في الجامعة؛ وتصبح أول امرأة تحصل على منصب أستاذ في تاريخ السوربون في 5 نوڤمبر 1906.
جائزة نوبل للمرة الثانية
بعد وفاة زوجها حملت ماري على عاتقها مسؤولية ضخمة؛ فهي بجانب كونها الآن أم عزباء كان عليها أيضًا استكمال البحث بمفردها؛ فبعد أن وضع مندليڤ الجدول الدوري للعناصر مرتبةً حسب أوزانها الذرية كان عليها تقدير الكتل الذرية للبولونيوم والراديوم؛ لذا في عام 1911 فازت مدام كوري بجائزة نوبل في الكيمياء، لتصبح بذلك أول شخص في التاريخ يظفر بها مرتين في مجالين مختلفين، وكان ذلك لاكتشافها سابقًا عنصري البولونيوم والراديوم المشعين، ودراسة طبيعة تلك العناصر وتركيبها الدقيق، وفصل عنصر الراديوم معمليًا، فيافرت هذه المرّة إلى السويد بصحبة ابنتيها لتسلمها. جلب هذا النبوغ التفوق والشهرة وأيضًا النقد اللاذع وتصيُّد الأخطاء والحسد لامرأة تفوقت في مجتمع علمي يهيمن عليه الذكور.
بعد فوزها بجائزة نوبل الثانية زارها العالم الشهير آينشتاين برفقة أسرته -والذي وضع فيما بعد إلى نظرية النسبية العامة معتمدًا على نتائج أبحاث كوري عن النشاط الإشعاعي وغيرها من العلماء- ليتناقشا حول مصدر هذه الطاقة الهائلة المنبعثة من العناصر المشعة.
دورها أثناء الحرب العالمية الاولى
استمرت الحرب العالمية بين عاميّ 1914 و1918، خلال تلك الفترة كرّست مدام كوري جُل وقتها لمساعدة مصابي الحرب؛ فقامت بمساعدة ابنتها إيرين -التي ستحصل فيما بعد على جائزة نوبل مناصفة مع زوجها- بإعداد عربات مزوّدة بأجهزة تصوير الأشعة السينية، لتُغطي أماكن الحرب، ودرّبت النساء والرجال على استخدامها، كما زوّدت المستشفيات أيضًا بتلك الأجهزة؛ مما سهل من التشخيص، ويُقال أن أكثر من مليون مصاب قد تم إجراء تصوير بالأشعة السينية لهم عن طرق أجهزة كوري، وتم إنقاذ الكثير منهم.
إسهاماتها في علاج الأورام
بعد إدراكها إمكانية تدمير خلايا الأورام بالإشعاع أرادت ماري أن تُسدي معروفًا آخر للبشرية وتساهم في محاربة السرطان؛ لذا أنشأت معهد أبحاث الراديوم -الذي يُسمى حاليًا بمعهد أبحاث كوري-، كان المعهد لا يحوي سوى جرامًا واحدًا من الراديوم بتكلفة تقدر بنحو 120 ألف دولار أمريكي آنذاك وهو كل ما استطاعت ماري تحمل شرائه، وعندما صرّحت خلال مقابلة صحفية بحاجتها إلى مزيدًا من الراديوم منَحَها الرئيس الأمريكي (وارين هاردنج) جرامًا آخر في مايو 1921 تقديرًا لجهودها.
مؤتمر سولڤاي
حظيت مدام كوري بدعوتها لحضور المؤتمر العلمي الأشهر على الإطلاق وهو مؤتمر سولڤاي الخامس للفيزياء والذي كان محوره الإلكترونات والفوتونات في عمر التاسعة والخمسين عام 1927 مع صفوة العلماء أمثال: ألبرت آينشتاين، وماكس بلانك، ونيلز بور، وغيرهم.
ستار النهاية
طوال حياتها قدّمت مدام كوري الكثير من الخدمات الجليلة للبشرية، لكن ثمن عظَمتها لم يكن هيّنًا، أو بالأحرى لنقُل أنّ إنجازاتها أردتها قتيلة؛ إذ أُصيبت بمرض فقر الدم اللاتنسجي “aplastic anemia”، وهو مرض يصيب نخاع العظام، كان ذلك على الأرجح من جرّاء تعرضها الدم للإشعاع الذري؛ إذ كانت دائمًا ما تحمل الراديوم في جيب ردائها، وفي مكتبها، وأينما تذهب، لذا لفظت مدام كوري آخر أنفاسها في الرابع من يوليو عام 1934 بفرنسا بين يدي ابنتها إيڤ، ليرثيها آينشتاين قائلًا: “من بين كل مشاهير العالم ماري كوري هي التي لم تدنّس شهرتها”.
تكريمها بعد وفاتها
لم ينس العالم أشهر العلماء النساء على الإطلاق فاحتفى بها حتى بعد وفاتها؛ إذ سُميت وحدة النشاط الإشعاعي “الكوري”، كما حُفر اسمها في الجدول الدوري بعدما اطلق على عنصر جديد اكتُشِف بعد وفاتها بعِقد كامل “الكوريوم”، أُطلق اسمها أيضًا على ميدان بباريس، كما أُطلق اسم الثنائي كوري على جامعة بباريس “UMPC”، علاوةً على متحف ماري وبيير كوري الذي حُفِظ به متعلقاتهما الشخصية من مفكرات وأدوات وملابس وأثاث في صناديق مبطنة بالرصاص لتجنب التلوث الإشعاعي بالراديوم 226. وفي عام 1995 نُقلت رُفاتها وزوجها في توابيت مبطنة بالرصاص إلى مقبرة العظماء بباريس “The Pantheon” إلى جوار عظماء فرنسيين آخرين أمثال: ڤيكتور هوجو، وڤولتير، وروسو؛ لتصبح بذلك أول امرأة تدفن هناك.
المصادر:
https://www.famousscientists.org/marie-curie/
http://www.notablebiographies.com/Co-Da/Curie-Marie.html
http://www.biographyonline.net/scientists/marie-curie.html
https://www.biography.com/people/marie-curie-9263538
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز