كثيرًا ما نظرت في طفولتك إلى تلك النقاط المضيئة في الفراغ وتساءلت…
مهلًا لحظة!
فراغ؟ هل أنت متأكد؟
إنها ليست البداية المثالية للقصة المعهودة كما تعتقد…
قديمًا ظن اليونانيون أن كل شيء في الكون هو عبارة عن أربع مواد أساسية ونواتج التفاعل بينهم وهذه المواد هي (الماء – الهواء – النار -الأرض) ولكن هذه النظرية قد فشلت أمام فكرة الذرّة.
أما الآن فيرى العلماء أن كل ما نعرفه عن الكون متضمنًا الذرات لا يزيد عن ٥٪ فقط من الكون، إذاً أين الباقي؟
في ثلاثينيات القرن الماضي قَام العلماء بحساب وزن المواد داخل المجرة ووجدوا أن هذا الوزن غير كافٍ للحفاظ على جاذبية وشكل المجرة، ولذلك كان من الواجب أن تتبعثر مكونات المجرة وهو ما لا يحدث… حيث استنتج العلماء وجود مادةٍ خفيٍة سُميت بالمادة المظلمة، وهي مادة لا تتفاعل مع المواد المرئيّة إلا من خلال الجاذبية حيث تسبب انحناء الضوء. لا يوجد تفسيرٌ محددٌ للمادة المظلمة إلا أن هناك فرضيات للوصول إلى ماهية تلك المادة التي تمثل ٢٥٪ من الكون، منها وجود جسيمات دون ذرية غير معروفة تُسمى “Axions” هي المسئولة عن تكوين المادة المظلمة، ويُعد البحث عن تلك الجسيمات هو أحد الجهود الأساسيّة التي تقوم بها فيزياء الجسيمات الْيَوْمَ.
ويرى أينشتاين أن المسافة بين النجوم ليست فراغ بل هي مادة بحد ذاتها. يعتقد العلماء أنه بدون تلك المادة لما تكوّن الكون الذي نعرفه.
أما الـ٧٠٪ الباقية فهي من نصيب الطاقة المظلمة، وهي التي تسبب تسارع تمدد الكون، وتم إثبات ذلك عندما وجد العلماء أن مقدار تمدد الكون يتنافى مع الجاذبية، مما يدل على وجود طاقة مضادّة للجاذبية وتعمل على ذلك التسارع.
حاولت العديد من الفرضيات تفسير المادة المظلمة والطاقة المظلمة ولكن لم يتم إثبات أيٍ منها.
هل مازلت تظن أننا قد وصلنا إلى معرفة ماهية الكون حقًا؟
نحن حتى لا نعرف ما الذي يكمن هناك…
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز