واحدٌ من أهم الأجهزة المستخدمة في المنزل بشكلٍ يومي هو جهاز الميكروويڤ، ولمَ لا؟! فهو يعمل على طهي الطعام باستخدام طاقة الأمواج الكهرومغناطيسية توفيرًا للوقت والجهد. ولكن بالطبع كل جديد يثير المخاوف والقلق؛ فكثُرَت الشائعات عن أن تسخين الطعام بالميكروويڤ ضارٌ بالصحة ويؤدي إلى تكوين مواد تسبب مرض السرطان، وللتأكد من صحة هذه الأقاويل من عدمها وتبسيط الأمور دعونا نستوضح الأمر كالتالي:
أولًا: الميكروويڤ يستخدم طاقة الموجات الكهرومغناطيسية التي تحرّك جزيئات الطعام، فتتولد حرارة نتيجة احتكاكها ببعض وينجم عن ذلك تسخين المادة الغذائية دون أن تؤثر على الوعاء، هذه الطاقة لها القدرة على تحريك الجزيئات وليس تغيير تركيبها الكيميائي.
ثانيًا: قد يكون الغذاء هو الأساس وليس الميكروويڤ خاصةً عند الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والتي لذة طعمها ليست بقدر قيمتها الغذائية القليلة.
ثالثًا: بعض المواد تفقد قيمتها الغذائية عند تسخينها باستخدام الفرن العادي وأوضح مثالٍ على ذلك هو ڤيتامين سي، وبالتالي يحافظ الميكروويڤ على قيمة ڤيتامين سي الغذائية وبعض المواد الغذائية الأخرى أكثر من الفرن العادي لاستخدامه وقت أقل في تسخين الطعام.
رابعًا: يبدو الميكروويڤ بريئًا ولكن قد يشكل خطرًا نائمًا عند عدم الدراية الكاملة بتعليمات الاستخدام الصحيح، فمثلًا: تشير بعض الدراسات أنه عند تسخين الأطعمة —خاصةً الدهنية منها— في الأوعية البلاستيكية تتكون مواد كيماوية ضارة من البلاستيك وتتفاعل مع الأطعمة مما قد يؤدي إلى بعض الأمراض وعلى رأسها السرطان لذلك من الأفضل استخدام الأوعية الزجاجية، واستخدام أوراق الألومنيوم فويل الرقيقة قد يكوّن شرارات نارية، وإذا استمر الحال قد تشتعل وتتسبب في حريقٍ هائل، إضافةً إلى إمكانية تسرب الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يؤدي إلى حساسية الجلد والعين والتهاب المفاصل لذا تحتاج إلى الابتعاد عن الميكروويڤ على الأقل مترًا واحدًا.
حسنًا، يتضح أن الشائعات حول الميكروويڤ بعضها حقيقة وبعضها خيال، ولكن من وجهة نظري يجب أن نتوقف عن التفكير في الأضرار الصحية وأن نفكر قليلًا في أن الطاقة البشرية هي أعظم طاقة على وجه الأرض ولكنها في تدهورٍ تام وفي حاجةٍ ماسة إلى تنميتها لأنها تُسرق أمام أعيننا من قبل الأجهزة والآلات التي نشهد تطورها يومًا بعد يوم والتي تحل محل الإنسان في معظم أنشطة الحياة، لا بأس من استخدام هذه الأجهزة أحيانًا عند الضرورة ولكن ليس في كل صغيرة وكبيرة.
إعداد: مصطفى شداد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز