هناك خطبٌ ما بي، أريد أن أصلح من نفسي، لا أجد متعةً في الحياة، لا يوجد معنى لما أفعله، لا أستطيع أن أتعامل مع نفسي، نقاط ضعفي تتسبب لي بالإزعاج الدائم وأتمنى لو لم تكن موجودة…
إنه انعدام الشعور بالأمان!
وضع الباحثون تعريفًا للأمان الذاتي؛ إنه معرفة عيوبنا وتقبلها مع عدم الحكم على أنفسنا، أن تحب ذاتك على ما هي عليه.
نحن لا نتقبل عيوبنا، أوقات فشلنا، عثراتنا، الطريقة التي نتحدث بها أحيانًا، مظهرنا، تساقط شعرنا، وزننا الزائد أو نحافتنا. نحن نمضي الوقت نشعر بالاستياء تجاه أنفسنا وهذا لايأتي علينا بأي نفعٍ أبدًا، لكننا لا نزال مهووسين بعمله!
هذا لا يرتبط بتقدير الذات فمن الممكن أن يكون تقديرك لذاتك عاليًا بحيث تنزعج إذا أهانك شخصٌ ما وتدافع عن نفسك بعنف لكنك تظل غير شاعرٍ بالأمان وتزعج نفسك طوال الوقت بما تحسبه عيبًا فيك -وقد يكون عيبًا حقًا- إنك باختصار غير ماهرٍ في التعامل مع ما تحب، مع نفسك!
إن حبك لذاتك يماثل بدرجةٍ كبيرة حبك لشريك حياتك، عليك أن تقبله بعيوبه. انظر في وجوه الناس وسترى عيوبًا واضحة. كلنا عيوب، لا يوجد مثالية، لاتوجد تلك الصورة التي يريدنا عليها أهلنا أو التي تريد ذاتك عليها لكن هناك من يعرف عيوبه ويدخلها للعقل الواعي بتقبل ثم يعمل على تحسينها.
وبالطبع نقص الشعور بالأمان يؤثر على علاقاتنا الاجتماعية؛ فإذا كان داخلك مضطربًا فسوف تبني علاقاتك على أرضية مضطربة.
هذا ما أوضحته الدراسات في جامعة إلينوي؛ أن قضاء الوقت في الاستياء من نفسك يؤدي مباشرة إلى التدحرج نحو الفشل، أما الذي لديه شعور أفضل بالأمان وحب الذات يكون شريكًا اجتماعيًا أفضل من غيره وينجح في علاقاته بسلاسة شديدة.
إن الذين يشعرون بمستوى أعلى من الأمان الذاتي يكونون أقل حساسية للنقض ولا يشعرون بالقلق حيال ذاتهم؛ فهم لا يحتاجون باستمرار للتشجيع أو طمأنتهم أنهم جيدون، كما أنهم لا يقعون في تضخيم الذات أبدًا، فتصبح علاقاتهم أسهل، يصبحون إيجابيين، والتخلص من عبء الحاجة للدعم والعطاء والشعور بالموافقة والإعجاب طول الوقت، فالإنسان الناضج هو من يتقبل ذاته ويحبها على ما هي عليه ويسعى لتطويرها باستمرار.
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز