بينما نقضي نحن يومًا روتينيًا نختلط ونتكلم ونكوّن صداقات وقد لا نلحظ حتى إن كان هناك أصوات عالية أو مشاهد مزعجة، هناك من يبدو له كل شيءٍ مشوش والجميع صاخبون ويجد صعوبة في مواكبة العالم الخارجي، هم المتوحدون أو “المتفردون”.
اليوم يمثل اليوم العالمي للتوحد لنشر التوعية حول ما يعرف علميًا باضطراب طيف التوحد”Autism Spectrum Disorder”.
فماذا يجب أن نعرف عن التوحد؟
أولًا، ليس هناك أعراض بذاتها يعاني منها جميع المتوحدين بل كل منهم متفرد ويعايش التوحد بطريقة مختلفة عن الآخر ولهذا أطلق عليه “طيف” “Spectrum” حيث أن التوحد عبارة عن مجموعة أو نطاق من اضطرابات على مستوى تطور الدماغ مما يجعل التواصل وتكوين علاقات صعبًا عليهم.
قد يعاني المتوحدون في أغلب الأوقات من حساسية تجاه الأصوات والمشاهد والروائح واللمس مما يجعلهم يلجأون لحركات نمطية كالاهتزاز وغيرها. يظن الكثير منا أن المتوحدين منعزلون ولا يرغبون في تكوين أي صداقات، الحقيقة هي العكس تمامًا، حيث أن معظمهم يرغب بذلك إلا أنهم يفتقرون مهارات التواصل اللازمة، ويُعرف عنهم أنهم محبّون بشكل كبير لعائلاتهم.
يستمتع معظم المتوحدين سواء من الأطفال أو البالغين بقدرات متميزة للغاية تجعلهم يتفوقون في دراستهم أو عملهم إلا أن مشكلة التواصل تبقى عائقًا إن لم يتم معالجتها بشكل سليم. على الرغم من أن المصابين بالتوحد قد يملكون معدلات ذكاء عالية إلا أنهم يواجهون صعوبة في فهم الإيحاءات والفكاهة والمشاعر إن لم يعبر عنها صاحبها بشكل واضح، مما يجعل الناس دائمًا يطلقون أحكام متسرعة عليهم.
على الصعيد الآخر، نجد أن أينشتاين وإسحاق نيوتن أظهروا بعض علامات التوحد خلال حياتهم، لذا يظن البعض أن چينات التوحد مرتبطة بتلك المسؤولة عن فهم وإدراك بعض المفاهيم الصعبة في الرياضيات والفيزياء وحتى المهارات الموسيقية، مفسرين بذلك سبب زيادة معدل أعراض التوحد بين العاملين بهذه المجالات أكثر من غيرهم.
وتم تقدير أن واحد من كل 68 طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد، فكن لطيفا ودودًا معهم وتذكر دائمًا أنه لا يجب الحكم على أي شخص ما دمت لم تعايش ما عايشوه.
إعداد: بسمة عباس
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز