الإجابة: نعم، أغلبنا قد يقوم بأشياء ضد مبادئه ورغبته الشخصية خشية سُلطة ما؛ وهذا ما أكده عالم النفس الاجتماعي “ستانلى ميلجرام” في تجربته الشهيرة”Milgram’s experiment” لمعرفة تأثير السُلطة على الطاعة.
كيف توصل “ميلجرام” لهذه النتائج؟
تتكون التجربة من أشخاص من مختلف مجالات الحياة، تقاضوا أموالاً نظير مشاركتهم في تجربة قيل لهم أنها لمعرفة تأثير العقاب على قدرة التعلم. ظن جميع المشاركين أن لديهم فرص متساوية في لعب دور المعلم و المتعلم في التجربة، لكن في الحقيقة اختير كل المشاركين للعب دور المعلم.
لعب ممثل من مساعدي ميلجرام دور المتعلم و كان عليه أن يجيب أسئلة المشاركين خطأً متعمدًا. أُعطِى المشاركون جهاز صعق كهربائي تتراوح درجاته من 15 إلى 450 ڤولت، وتحت كل رقم كُتِبت عبارة كـ “صدمة خفيفة”، “صدمة متوسطة”… وهكذا وصولاً لـ”خطر” و “XXX”
طُلِب من المشاركين أن يقوموا بتوجيه أسئلة إلى المتعلم، و الضغط على زر الصعق عند كل إجابة خاطئة، على أن يقوموا بتزويد قوة الصدمة فى كل مرة.
في الحقيقة كانت كل الأزرار تصدر صدمة بقوة 455 ڤولت فقط، و الهدف منها هو إعطاء إحساس للمشارك بالهزة التى تصدرها ضغطته.
أما عن الممثل البارع فى دور المتعلم، فبدأ يبدي ألمه عند 75 ڤولت، يشتكي عند 1200 ڤولت، يطلب أن يتحرر من التجربة عند 150 ڤولت. بدأ الصراخ بشدة عند 285 ڤولت و صرخ مشتكيًا من ألم فى القلب عند الزيادة عن ذلك.
بالقرب من المشارك، يقف شخص مرتديًا بالطو رمادي و يظهر حدة و جدية في أسلوبه (هذا من يقوم بدور السلطة). عند تردد أى من المشاركين فى تكملة التجربة، يطلق لسانه ببعض الجدية في أسلوبه قائلًا بالترتيب الآتي عند كل مرة:
“يجب أن تكمل”
“التجربة تتطلب منك أن تكمل”
“من الضرورى أن تكمل”
“ليس لديك خيار سوى أن تكمل”
بالرغم من تأثر المشاركين الشديد لدرجة أن البعض كان يصرخ مع المتعلم، يسأله أن يركز و يجيب إجابة صحيحة، حتى أن بعضهم ظن أنه قتل المتعلم، إلا أن 65% من المشاركين قد وصلوا إلى أعلى قوة صدم كهربي (450 ڤولت)، و وصل الجميع إلى 300 ڤولت.
أثارت النتائج دهشة “ميلجرام”، حيث لم يكن يتوقع أن يخضع كل هؤلاء للسٌلطة حتى وإن كان ذلك يؤذي ضمائرهم؛ حتى أنه عندما توقف أحد المشاركين عن استكمال التجربة و قيل له “يجب أن تكمل”، أخذ يردد بهيستريا “هذا يجب أن يحدث”، “هذا يجب أن يحدث”!!
إعداد: منة مدحت
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز