كيف يحدث هذا؟
قد أغلقت الهاتف للتو…
أسمع الـ “notification”
أقوم بفتحه لا إراديًا.
“لا, لن تتكرر…”
“لا أستطيع المقاومة، لقد أصبحت مدمنًا.”
إنه الإنسان، رغم تقدم قشرته المخية على سائر المخلوقات لكنه يكون بدائيًا في بعض الأحيان حين يتعلق الأمر بما يفعله بسهولة و بلا جهد: “العادات”
قد استخدمت الشركات هذا باقتدار عن طريق الاستعانة بباحثين في علم النفس وعلم الأعصاب، ففي السابق لم يكن من الرائج أن تغسل أسنانك بل كانت الأسنان بالية والرائحة كريهة و كان لا بأس في ذلك بل كان مقبولًا جدًا… كيف تغير هذا؟
لتقوم ببناء العادة عليك ايجاد البداية (cue)، ثم ما يجعلك تلتصق بتلك العادة ويجعل عقلك سعيدًا(reward)، فيتبقى لديك أن تضع في المنتصف ما تريد أن تدمن…
هكذا تكون دائرة العادةThe Habit Loop
في هذا الترتيب:
أعود للبيتCue
أفتح التلفاز Loop
آكل Reward
إذا… كيف تمّ تسويق بيبسودنت Pepsodent معجون الأسنان؟
كل ما كان عليهم إيجاده هو “cue”، وقد كان؛ حيث وجدوا ذلك السائل الشفاف الذي يطلي أسناننا ويمكنك إحساسه بلسانك، والذي ليس له أي ضرر يذكر.
تم التسويق على أن المعجون يزيل السائل ويُمَكن لسانك من الإحساس بأسنانك بلا سائل عليها (reward).
ونجحت الخدعة، وحققت مبيعات خرافية, كما انتشرت الفكرة من أمريكا إلى الخارج.
هكذا يتم استغلال الإنسان وتحويله إلى قرد أو فأر تجارب يتم التلاعب به…
وبعد أن تكونت العادة وحتى بعد معرفة الحقائق العلمية يكون من الصعب مقاومة الـ”reward”، ليصبح خيارك أن تغير ما تعتاد مع المحافظة على الـ”cue”
والـ”reward” مع التغيير بينهما… كمثال :
أعود للبيت “cue”
أقرأ “loop”
أتناول الطعام “reward”
ومن هنا نستطيع الإقرار بأنه يمكنك تغيير حياتك إلى الأبد، وصناعة عاداتك الحسنة.
“إن العادات هي ظهير الإدمان الذي يتلاعب بنا… العادات خطيرة، فكن حريصًا أن تختار بعقلك ماتعتاد” (ابن عطاء السكندري)
وأنهي بقول القائل: “كيف تخرق لك العوائد… وأنت لم تخرق من نفسك العوائد”
كتابة: محمود المهدي
تدقيق: محمد نصار.
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز