كثيرًا ما أُصِبنا بالألم الشديد في الأسنان، أو الوجع المتكرر في اللثة والفك خاصة في أقصى مؤخرة الفم، وأحيانًا تُصحَب هذه الأوجاع بالصداع المؤرِّق، فما هو السبب؟ دعونا نرحِّب بضيفنا في هذا المقال، ألا وهو: ضرس العقل.
فهو رفيقنا في فترة عمرية نكون فيها قد نضجنا بشكل كافٍ لنتصف بالحكمة والتعقل؛ إذ ينمو الضرس ويبدأ في الظهور والإفصاح عن قوته خلال العمر(15: 21) عامًا، لذا سُمِّي بضرس العقل، ترتيبه هو الضرس الثالث في كلا الفكين العلوي والسفلي وكذلك على الجهتين اليمنى واليسرى من كل فك.
لا بأس إذا نما ضرس العقل في مكانه المناسب باتجاه سليم بلا انحراف إلى اليسار أو اليمين؛ حتى لا يضغط على ما يجاوره من أسنانٍ وأنسجة مكونة للفم، وبهذا لا يسبب الضرس مشكلات للشخص، وهو ما قد لا يحدث منذرًا بوقوع بعض الأوجاع والآلام؛
- فقد يقوم ضرس العقل باختراق اللثة بشكل جزئي فقط تاركًا شريحة أو قطعة صغيرة من نسيج اللثة تنمو خلال هذا الضرس، فتتراكم جزيئات الطعام فوقها محفزة تجمع البكتيريا ونموها، متسببة في الإصابة بعدوى بكتيرية في الفم.
- وكذلك عندما يلتوي ضرس العقل أو يُصابُ بالاعوجاج أثناء رحلة خروجه من اللثة فإنه يحتَكُّ مع الخدِّ من الداخل أو مع اللسان مسببًا ألمًا سيئًا، وإثارة للأغشية المبطنة لجدران الفم، وتصلبًا في الفك فيسبب صعوبة في تحريكه.
- وربما يعيق الضرس عملية تنظيف الأسنان مُسرِعًا بحدوث التسوُّس.
- ومنْ أخطر تلك الأعراض-لكنْ حمدًا لله أنَّها نادرةُ الحدوث- : تكوينُ حويصلة من الضرس المدفون في الفك تضغط على الأنسجة المحيطة بها مشوهة إيَّاها ومدمرة لعظم الفك وجذور الأسنان المجاورة، فتغير طبيعة تلك الأنسجة مشجعة لحدوث سرطان الفم، لذا لابد من إجراء أشعة سينية (X-Ray examination) على الفك والأسنان وملاحظة تلك الحوصلة مبكرًا؛ لإزالتها بأكملها وإزالة الأنسجة المدمرة حولها؛ لتجنب حدوث السرطان وتطوره.
- ومن أكثر الأسباب المثيرة للألم: أن يضغط ضرس العقل على العصب الرئيسي المغذي للفك السفلي، مسببًا صداعًا مقلقًا في الرأس.
لأجل تلك الأعراض يوصي طبيب الأسنان بخلع الضرس أو الأضراس المؤلمة معا، وإذا كنت مصابًا بعدوى بكتيرية في فمك فستؤجل العملية لحين شفائك باستخدام المضادات الحيوية المناسبة، وفي الليلة السابقة للعملية يجب أن يمتنع المريض عن تناول الطعام أو الشراب؛ استعدادًا لها، يقوم الطبيب أولًا بتخدير موضعي، أو تخدير كلي في حالة خلع الأضراس الأربعة معًا في مرة واحدة؛ لتجنب ألمها الشديد.
وبعد جراحة الخلع عليك بالاسترخاء،ووضع قطعة من القطن على مكان الجرح؛ لتخفيف النزيف، وأن تقوم بمضمضة الفم بالماء المُملَّح الدافئ عدة مرات يوميًّا؛ لتقلل انتفاخ الفم والألم، وتناول الأطعمة خفيفة المضغ؛ حتى لا تجهد الفك بتحريكه كثيرا، وتجنَّب المجهود الجسدي والتمارين الرياضية التي تزيد من نزف الدم من الجرح، التزم تلك النصائح إلى أن تُتمَّ الشفاء الكامل خلال أيام قليلة من جراحة الخلع.
وهكذا كانت قصة أضراس العقل مع البالغين، فلنصمد ولنتحمل آلامها حتى يتم الشفاء العاجل.
إعداد: مروة علي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز