ماذا لو أقنعتُك أن بإمكانِك البقاء جافًّا طيلة الشتاء الممطر؟ إنه لمن العروض المغرية التي ستجذب المتسوقين لشراءِ الملابس المضادة للماء!
لا تتعجب فقد تمكَّن العلماء من صنع ألياف النانو المضادَّة للماء، والتي تتكون من: ألياف البوليستر المغلفة بملايين الخيوط الدقيقة من السليكون.
لماذا السليكون؟ لأنَّه كيميائيًّا مادة كارهة للماء، أو كما يسمُّونها بالـ(hydrophobic substance)؛ وبهذه الخاصية تتنافر جزيئاتُ السليكون مع جزيئات الماء الساقطةِ عليها، لذا عندما تسقط قطرات الماء على هذا المعطف فإنَّها تتجمَّع على هيئة كرات.
أمَّا عن ألياف البوليستر فعرض الواحدة منها يبلغ 40 نانومتر؛ وهي تقوِّي تأثير السليكون المضاد للماء ليكونا معًا معطفًا واقيًا، أي مانعًا لقطراتِ المياه من الَّتسلُّلِ إلى ألياف البوليستر تحت طبقة السليكون لنستمتع بأمطار الشتاء دون أن نبتل.
أضفْ إلى ذلك أنَّ خيوطَ السليكون تحجز فيما بينها طبقة دائمة من الهواء تُسمَّى (plastrons) أو (الطبقة الواقية)، وهذه الطبقة تمنع المياه من الوصول إلى ألياف البوليستر الداخلية.
كما أن هذه الطبقة من الهواء تقلِّل درجة السحب أو الاحتكاك مع المياه أثناء السباحة أو الغوص مثلًا، وهو ما وجَّه الأذهان نحو فكرة تصنيع سترات السباحة المستقبلية التي لن تبتلَّ أبدًا.
ولكنْ كيف تتمُّ عملية صناعة هذه الألياف؟
تتم في خطوة واحدة! فالسليكون يكون في صورة غاز ثمَّ يتم تكثيفه على هيئة ألياف أو خيوط دقيقة بحجم النانومترات.
ومن المقترح أيضًا أن تتم إضافة هذين المكوِّنين (ألياف البوليستر، والسليكون) إلى منسوجات أخرى مصنوعة من الصوف أو القطن لتقليل تأثير الألياف المهيِّج للبشرة، مع العلم أن معطف السليكون قد سجَّل أفضل النتائج حاليًا؛ كما أنه تمَّ إخضاع هذا النوع من الملابس لاختبارات التآكل الميكانيكي، لتثبت لنا تلك الملابس أنها متينة حتى مع فركِها بقوَّة .
فلنأمل أن يكون شتاءً ممتعًا معتدل الأمطار خاصة إن لم تصبحْ تلك الملابس متوفِّرة في الأسواق هذا الشتاء .
إعداد:مروة على
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز