“قطعا، كونك مثليا هو خيار”، عبارة قالها بن كارسون جراح الأعصاب الشهير والمرشح السابق لرئاسة الولايات المتحدة.
اعتذر كارسون لاحقا عن الإنقسامية التي سببتها تلك العبارة ولكنه لم يغير رأيه في كون المثلية الجنسية خيار تام للشخص.
نحن بصدد الحديث هنا عن قضية شائكة حقا، فالمثلية الجنسية لطالما شكلت حلقة من الجدل، رفضتها الأديان والآن ربما ينصفها العلم. فقد انكب العلماء مؤخرا على دراسة الأمر والتمحيص فيه، الأمر الذي يمكنك التأكد منه بعد معرفتك أن المثلية الجنسية كانت موضوعا لأكثر من 10,000 ورقة بحثية في العشرين عاما الأخيرة. شملت أبحاث العلماء دراسة تغير التوجه الجنسي، الچينات، الدماغ، الهرمونات والسلوكيات الاجتماعية.
أشهر تلك الأبحاث بالطبع هي التجارب التي أجريت على التوائم المتشابهة والمختلفة، وتعتمد على مقارنة الچينوم المتطابق للتوائم المتماثلة أو نصف المتطابق في التوائم المختلفة. في الواقع، بعد فحص كامل لچينوم البشر لم يتوصل الباحثون إلى چينات خاصة تتحكم في التوجه الجنسي للشخص وتوجهه نحو الشذوذ (إن تسنى لنا القول).
ولكن، نشر بحث سابق في جريدة Psychological Medicine عام 2014 وكانت نتائجه مثيرة إلى حد ما. استند البحث إلى فحص الچينوم الخاص بأربعمائة زوج من المثليين، وأسفرت النتائج عن وجود چين يسمى Xq28 على الكروموزوم X في المثليين بصورة أكثر شيوعا من المعتدلين، بالإضافة إلى چين آخر على الكروموزوم الثامن بنفس الكيفية.
أوضحت تجارب أخرى لعلماء آخرين وجود حيوانات أخرى في أزواج وجماعات أحادية الجنس كالشيمبانزي، والدولفين، وبعض الطيور. ولكن، حتى الآن لم يثبت غرض تطوري واضح لسلوك المسار المثلي في الجنس. أشارت دراسات أخرى إلى اعتماد المثلية على الوراثة، ولكن كيف؟ كيف يمكن أن يورث المثلي الصفة وهو لا يتزاوج من الأساس؟
بالنسبة لي، أعتقد أنني أميل إلى رأي بين كارسون أكثر، حيث لم تثبت حتى الآن الأدلة العلمية القاطعة التي تؤصل الموضوع. ويطعن في الموضوع أكثر حوادث تغيير التوجه الجنسي وأشهرها قصة لاعب الدوري الأمريكي لكرة السلة چاسون كولينز الذي أقام علاقة مع لاعبة السلة كارولين موس استمرت لثمان سنوات ثم انفصل عنها وخرج ليعلن تحوله للمثلية.
إعداد: محمد المليجي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز