تعددت طبقات ومراسم الدفن عند الفراعنة حسب الطبقة الاجتماعية. فأول طبقة خاصة بالملوك والنبلاء وفيها يهتم المحنطون بالجسد وحتى أحشائه ففي البداية يقوم المحنطون بإزالة جميع الاعضاء من الجسد عدا القلب مع تنظيف تجويف الجسد باستخدام بعض المواد النباتية والعطرية بعدها يلف الجسد بشرائح قماش الكتان، وبعد الانتهاء يعاد الجسد الى عائلة المتوفي ليحفظ في صندوق خشبي مماثل لشكل الإنسان.
قي الطبقة الثانية لا يتم استخراج الأحشاء خارج الجسد ولكن يحقن بزيت الأرز ليحافظ على الأعضاء الداخلية، ويحفظ في ملح النطرون لبعض الأيام. في النهاية يستخرج الزيت من الجسد ليتبقى فقط الجلد والعظام.
الطبقة الثالثة وهي الخاصة بالفقراء، فيها تنظف الأمعاء ويحفظ الجسد في ملح النطرون لحوالي شهرين، ولتغطية الجسد كانت تستخدم الملابس المستعملة بدلا من الكتان، ولكن بالرغم من الفقر المدقع كانت تقام بعض المراسم للفقراء خوفا من أن تعود الروح على هيئة شبح يطارد الاحياء اذا لم يدفنوا بطريقة صحيحة.
اتجاه ابواب المقابر الفرعونية
قديما كانت تبنى المقابر الفرعونية في اتجاه الغرب، نسبة لغروب الشمس. ففي الحضارة المصرية القديمة كانت الشمس تحظى بأهمية خاصة للوصول إلى الحياة الآخرة، كان المصريون يؤمنون بانها اله ينزوي كل مساء ويولد من جديد مع بزوغ الفجر كل صباح في رحلته الأبدية ليحيي الأهرامات التي بنيت لإيواء مقابر الملوك المصريين.
بناء المقابر الفرعونية
يبدأ التحضير لدفن الفرعون قبل وفاته بفترة طويلة بإنشاء مقبرة مناسبة. تغير نوع المقبرة الفرعونية بشكل ملحوظ عبر الزمن فالمقبرة في البداية كانت عبارة عن “مصطبة” من الطوب اللبن قبل ان يبنوا الأهرامات الضخمة التي أقيمت خلال الأسرة الرابعة في عهد الفرعون سنفرو وأحفاده.
لطالما كانت تلك المقابر غنية بالملحقات القيمة فقد كانت هدفا للصوص لذلك كان يدفن الملوك في أماكن أكثر سرية كالغرف المحفورة في الصخور.
ملحقات الحياة الأخرى
احتوى قبر الفراعنة على جميع الأشياء التي سيحتاجونها في الحياة الآخرة وفقا لاعتقادهم، مثل المؤن الغذائية والملابس وحتى الأثاث. فالملحقات التي حصل عليها عندما تم التنقيب عن قبر توت عنخ آمون في عشرينيات القرن التاسع عشر، احتوت على العديد من الأشياء المستخدمة في الحياة اليومية مثل الصنادل والمجوهرات والملابس والأقواس والسهام.
كانت جدران الغرف التي تم تخزين المؤن فيها تزبن بمشاهد تُظهر رحلة روح الفرعون إلى الحياة الآخرة ومقابلته للآلهة المختلفة.
معظم ما نعرفه اليوم عن الحضارة المصرية القديمة هو بفضل جهود علماء الآثار في جمع المعلومات من القطع الأثرية الملحقة بالمقابر الفرعونية وخاصة تلك المصممة للملوك رفيعي الشأن. كان يمارس المصريون سلسلة معقدة من الطقوس عند دفن الفراعنة الموتى، كان الهدف منها باعتقادهم هو لمساعدة الملك الميت في الانتقال للحياة الآخرة. كان التحنيط والدفن بالغ الأهمية بالنسبة للفراعنة لأنهم اعتقدوا أن بقاء رفات الدفين أمر مهم في استمرار روحهم في الحياة الآخرة.
عملية التحنيط
كانت عملية التحنيط مكلفة للغاية لذلك كان لا يتم تحنيط الا أغنى أغنياء المجتمع. تستغرق عملية التحنيط 70 يومًا يعمل المحنطون خلالها على الجثة للحفاظ عليها. أولاً تمت إزالة الأعضاء الداخلية لأنها تتحلل بسرعة. يزال المخ عن طريق إدخال أدوات مدببة خاصة بعناية عبر فتحة الأنف من أجل إخراج أجزاء من أنسجة المخ.
كانت هذه العملية دقيقة جدا فأي خطأ يمكن أن يشوه الوجه بسهولة. يزيل المحنطون أعضاء البطن والصدر من خلال قطع يتم إجراؤه عادة على الجانب الأيسر من البطن، يستثنى القلب من عملية الإزالة فبحسب معتقداتهم انه سيحفظ الجسد للحياة الأخرى.
تحفظ الأعضاء المذالة منفصلة في جراري خاصة ليتم الحاقها مع المومياء. في بعض الحالات الأخرى كانت تعالج الأعضاء لتحفظ بداخل الجسم بدلا من الجراري.
يقوم المحنطون بعدها بإزالة الرطوبة من الجسم بتغطيته من الداخل والخارج بملح النطرون وهو نوع من الملح يستخدم لاستخلاص الرطوبة من الجسم. بعد جفاف الجسم بالكامل يتم إزالة هذا الملح، ولجعل الجسد نابض بالحياة تملأ المناطق الغائرة بعد التجفيف بمواد مثل الكتان كما تستبدل العين بأخرى مزيفة.
يلف الجسم المجفف بقماش من الكتان مع إضافة مادة صمغية بين الطبقات، مع ارفاق بعض التمائم والصلوات المكتوبة.
اثناء عمل الكهنة على تحنيط الجسد يكون الفنيين منهمكين في تزيين الجدران برسومات تعبر عن الحياة اليومية والدينية كما ينشغل العمال في تجهيز محتويات المقبرة بالأثاث والطعام والملابس والتماثيل إيمانا منهم أنه سيعود للحياة مرة أخرى وأن هذه الرسومات ستتحول لأشياء واقعية تساعده.
بعد الانتهاء يوُضع الجسد المحنط في صندوق مُعد خصيصًا، يُعرف باسم التابوت. اعتقد المصريون القدماء أن الفراعنة كانوا تجسيدًا حيًا للإله أوزوريس، لذا غالبًا ما يتضمن التابوت الخاص بهم رموزًا تتعلق بالملكية، مثل رمز عصا الراعي والكوبرا المنحوت في تابوت رمسيس الثالث. ورموز أخرى مثل الجعران الفرعوني الذي يهدف إلى مساعدة انتقال الفرعون إلى الحياة الآخرة. كانت تنحت معظم التوابيت من الحجر لكن بعض الفراعنة بما في ذلك توت عنخ آمون دُفنوا بأقنعة جنائزية معدنية مزخرفة تغطي أكتافهم ورأسهم.
لأسباب دينية كان يتم تحنيط بعض الحيوانات أيضًا. كالثيران المقدسة من السلالات القديمة فكان يخصص لها مقبرة خاصة في سقارة. بالإضافة لقرد الرباح والقطط والطيور والتماسيح والتي كان لها أيضا أهمية دينية كبيرة.
طبقات التربة قبل المقبرة الفرعونية
طبقات الأرض فوق سطح المقابر الفرعونية
انواع أسقف المقابر الفرعونية
طبيعة الارض الاثرية الفرعونية
طبقات الارض فوق الدفين الفرعوني
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز
غير مسموح بالتعليق حاليا.