من سمٍّ يكفي منه جرام واحد لقتل مليون شخص, و 2 كيلو منه كافيان لقتل البشريّة جمعاء, إلى واحد من أحدث طرق التّجميل والعلاج. البوتكس؛ تعرّف إليه معنا عن قرب من خلال الأسطر التّالية. البوتكس: عبارة عن مادّة مصنّعة من سمّ نوع من البكتيريا يُسمّى (Clostridium botulinum)هذه البكتيريا تُفرز سمًا يُدعى وهذا السمّ يُسبّب Botox واختصاره toxin botulism نوعًا من التسمّم الغذائي يُسمّى botulinum وهو مرض مُميت حيث إنّه يُسبّب شللً للمريض, وما أن تُشلّ عضلات التّنفّس حتّى يموت المريض.
إذًا السمّ الذي يُصنع منه البوتكس يُسبّب شللً في العضلات, وهذه هي الفكرة التي يعتمد عليها عمل البوتكس, حيث إنّه باستخدام كميّات صغيرة جدًا من السمّ—محسوبةً بدقة فائقة— فإنّ البوتكس سيُسبّب شللً مؤقّتًا في العضلات التي تُحقن به وهذه هي فكرة عمله؛ وكونه يُسبّب شللً مؤقّتًا فهذا لا يجعله علاجًا دائمًا للأغراض التي يُستخدم لأجلها فتأثيره يتراوح بين ثلاثة إلى ستّة أشهر؛ اعتمادًا على ظروف كلّ حالة, والغرض المُستخدَم له.
ولكن معظمنا لم يسمع عن البوتكس سوى في التّجميل فقط بالرّغم من أنّه يُستخدم لأغراض طبيّة عديدة إلاّ أنّ معظمها يجب ألاّ تُستخدم إلاّ من قِبَل الأشخاص ذوي ال 18 عامًا أو أكثر لأنّ أعراضه الجانبيّة تكون حادّةً جدًا لدى الأطفال.
إليك بعض الأمثلة لاستخداماته:
- في التّجميل… يُستخدم لإخفاء التّجاعيد خاصةً تلك التي تظهر في جبهة الوجه وعند زاوية العين عن طريق حقنه في عضلات الوجه التي عندما تنقبض تُسبّب ظهور تلك التّجاعيد؛ فعلى سبيل المثال يُحقن أعلى الحاجبين وفي العضلات المحيطة بالعين.
- يُستخدم في حالات تشنُّج العضلات خاصّةً تشنّج عضلات الرّقبة ومفصل الكوع والرّسغ, فعند حقنه في العضلات المتشنّجة فإنّه يُساعد على ارتخائها.
- علاج زيادة التعرّق وذلك عن طريق حقنه مباشرةً في الطّبقات الدّاخليّة من الجلد حيث إنه يُقلّل من نقل الإشارات العصبيّة التي تُثير الغدد العرقيّة لإفراز العرق.
- وفي حالات زيادة نشاط المثانة البوليّة التي تُسبّب زيادة معدّل التّبوّل وهي حالة شائعة تُصيب 20 % من النّاس خاصّةً النّساء فوق سنّ الاربعين, وذلك عن طريق حقنه داخل المثانة البوليّة.
- يُستخدم لعلاج أنواعٍ معيّنةٍ من مشاكل عضلات العين, مثل تشنّجات جفون العينين وكذلك لعلاج بعض حالات الحوَل.
ومازالت الأبحاث مستمرّةً حول البوتوكس ليتمّ استخدامه في علاج بعض أمراض عضلة القلب ولعلاج الصّداع النّصفيّ المزمن.
الجدير بالذّكر أنّ البوتوكس عادةً ما يكون الوسيلة الأخيرة التي يلجأ إليها الأطبّاء للعلاج بعد تجربة الوسائل الأخرى وذلك تجنّبًا لأعراضه الجانبيّة التي قد تكون حادّةً لدى بعض الأشخاص وسنذكر تلك الأعراض فيما يلي:
ما يُميّز العلاج بالبوتكس حقًا أنّ الشّخص يلاحظ تأثير العلاج خلال أيّامٍ قليلةٍ أوكحدٍ أقصى خلال أسبوعين.
أمّا عن جرعة البوتكس المُستخدمة وعدد جلسات الحقن فإنّها تعتمد على حالة كلّ شخص وعلى درجة استجابته للعلاج.
وكأىّ نوع آخر من الأدوية فإنّ للبوتكس أعراضًا جانبيّة, ولكن نظرًا لكونه علاجًا موضعيًا يُحقن في المكان المصاب فإنّ أعراضه الجانبيّة غالبًا ما تكون كذلك موضعيةً, تشمل احمرارًا وألمًا في مكان الحقن أو قد تصل إلى التهاباتٍ موضعيّةٍ لدى بعض الأشخاص, وإذا كان مُستخدمًا لعلاج المثانة البوليّة فإنّ حقنه قد يُسبّب عدوى في الجهاز البولىّ لذا غالبًا يطلب الطبيب من المريض أخذ بعض المضادّات الحيويّة مع بداية الجلسات تجنّبًا لحدوث ذلك؛ وقد يُواجه المريض صعوبةً في التّبوّل ولكن سرعان ما يتحسّن الوضع؛ وقد يُسبّب البوتكس نقصًا في معدّل حركة جفن العين ممّا قد يُعرّض العين للجفاف إذا لم تتلقّى العناية اللّزمة, وقد يُسبّب البوتكس سقوطًا في جفن العين أو انتّفاخه؛ وأحيانًا تظهر أعراضه الجانبيّة كتلك المصاحبة لنزلات البرد والإنفلونزا وأيضًا جفافٌ في الفمّ.
الجدير بالذّكر أنّ تلك الأعراض لا تدوم طويلً وسريعًا ما تختفي, ولكن إذا كنت تتلقّى جلسات حقن البوتكس واستمرّت تلك الأعراض فتراتٍ طويلةٍ يجدر بك إعلام الطبيب؛ أمّا عن الحساسية المفرطة تجاه البوتكس فهي نادرة جدًا؛ ولكن إن ظهرت عليك أعراض الحساسية عليك اللجوء للطبيب فورًا.
يجب عدم استخدام البوتكس خلال الحمل وفي فترات الرّضاعة حيث إنّه حتى لم يتم التّأكد إذا ما كان يعبر خلال لبن الأمّ أم لا؟
حتى الآن مازالت الأبحاث قائمة يومنا هذا لتطوير البوتكس وتجنب أعراضه الجانبيّة قدر الإمكان؛ ومن يدري فيما سيُستخدم تاليًا؛ فسابقا لم يكن أحد ليتخيّل أن سمًا قاتل سيتحوّل لدواء يدفع الناس المال لحقنه داخل أجسادهم.
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز