هل فكرت لحظةً في حجم الضغط العصبي الذي تتعرض له والدتك يوميًا منذ ولادتك؟ اشرب اللبن، لا تطلع على الكرسي، أكمل طعامك، ابتعد عن الكهرباء، أما الوالد فلديه من المسؤوليات ما قد يدفعه ليكون صامتًا في كثير من الأوقات، مصاريف دراستك، طعامك، وغيرها من الجوانب المالية. تلك المسؤوليات الضخمة وحرصهم الدائم على أن تكون شخص نافع وذو شخصية قوية وسوية قد تكون مبالغًا فيها وفقًا لكتاب د. روبرت بلومن الأخير.
ففكرة أن كل ما يتعلق بتطور ونمو طفلك والشخصية التي سيكون عليها في المستقبل هي مسؤوليتك ليست صحيحة بصورةٍ كاملة، بالطبع تُؤثر في تكوينهم البدني والنفسي ومن المؤكد أنهم مسؤوليتك لكن جيناتهم التي ورثوها هي ما ستحدد جوانب شخصيتهم وليس توجيهك المستمر لهم.
في الأربعة عقود الأخيرة أُجريت دراسات على توائم وأطفال تم تبنيهم لدراسة دور البيئة والجينات في تكوين الشخص؛ كانت النتيجة أن مادتك الوراثية تشكل 50% من تكوين الجوانب النفسية والقدرات المعرفية فيما تشكل البيئة النصف الأخر. حتى القرن العشرين كانت البيئة هي الأسرة والتربية التي تتلقاها، وهو ما ثبت عدم صحته. فلو قامت أسرة غير أسرتك بتربيتك وتنشأتك فستصبح نفس الشخصية فالأبناء تشبه الآباء البيولوجيين وليس من قاموا بتربيتهم. لو أمعنا النظر في ذلك سندرك صحته فقد يُولد ولد فاسد لأسرة صالحة والعكس. الأمر يتوقف على ما ورثه منك ومن الأسلاف السابقين من جينات وصفات.
بالطبع للآباء، والمدرسين، والأصدقاء دور وأثر في شخصيتك لكنه وكما يرى د.بلومن أثر غير مستقر أو دائم. قد تكون موسيقيًا ويكون ابنك كذلك لكن عن طريق الوراثة وليس التقليد أو التوجيه.
نجاح ابنك متوقف على سعيه، شخصيته، ومقوماته، وقد يزيل ذلك بعض العبء النفسي عن كاهلك وإحساسك بالتقصير لعدم نجاحك في اتباع تعليمات ونظريات كتب “كيف تربي أبناءك” .
دور الأهل هو:-
- محاولة البحث عما يفضله الأبناء.
- دفعهم ومساعدتهم نحو تحقيق ذلك.
- الاسترخاء والتمتع بأطول وأجمل علاقة إنسانية.
إعداد: محمد فريد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز