من منا لا يتذكر جدّه، ذلك الشخص الوقور والحنون الذي طالما دافع عنا حتى وإن كنا مخطئين أحيانًا فإنه يتكفل بحمايتنا من بطش(عقاب) الأب أو الأم، بالطبع لا تفارقنا أحاديثه والتي امتلأت بالعطف والحنان وتلك الجملة التي طالما رددها “ليت الشباب يعود يومًا” في حديثه عن مغامرات صباه. لم نكن نمتلك النضج الكافي في الصغر لفهم إحساسه ولماذا يتمنى مرارًا عودة الشباب؛ ففي نظرنا هو شخص كبير يستطيع فعل أي شيء فهو أعلى سلطة بالمنزل. لكن من منا يريد أن تسير حياته حسب تعليمات الطبيب دونما القدرة على فعل ما يحلو له كما اعتاد دومًا في شبابه، تلك هي سنة الحياة… أليس كذلك؟!
“د. أوبري دي جراي” أحد مؤسسي منظمة سينس “SENS” للبحوث يرى أنه يمكن القضاء على الشيخوخة بل وإيجاد عالم خالٍ من الأمراض المصاحبة لها. ويدعي (صرح) أيضًا أن الإنسان القادر على العيش لعمر 1000 عام قد وُلد بالفعل. ففي نظر “دي جراي” يستطيع العلم أن يخلق أدوية مضادة للشيخوخة في ال 20 عام المقبلة وبالفعل قد تم اكتشاف جزيئات مكافحة لآثار الشيخوخة وتم أيضًا اكتشاف علاج بالخلايا الجزعية قادر على تحقيق نتائج مدهشة، وفي جامعة إكستر “Exeter” توصل مجموعة من الباحثين لطريقة لعكس عملية الشيخوخة بالخلايا واكتشاف طفرات جينية تحقق نفس الغرض.
التقدم بالعمر يتسبب في وفاة 110,000 إنسان يوميًا كما صرح د. دي جراي وهو الرقم الذي يفوق ما قد يحدثه أي كارثة بشرية أو حتى أي وباء قد يواجه الإنسان، علي الرغم من ذلك فإن الأمم المتحدة ترى أنه بحلول 2050 سيتضاعف عدد الأشخاص الذين يتجاوزون سن ال 60 عامًا من 962 مليون في عام 2017 إلى 2.1 مليار شخص عام 2050.
و يري د. دي جراي أن البشرية هي من تملك القرار؛ ففي اللحظة التي ستعلن فيها رفضها للشيخوخة وإعلان الحرب عليها سنشهد ميلاد العيادات التي ستعيد الشباب وفتوته. محور عمل تلك العيادات سيرتكز على التعامل مع 7 أمور أساسية من ضمنها ضمور الأنسجة والطفرات الجينية والخلايا السرطانية وغيرها، بالطبع ستكون التكاليف باهظة في البداية قبل أن تصبح متاحة للجمهور بأسعار معقولة كحجز موعد في عيادة طبيب أسنان كما وصفها د. دي جراي، بل إن المرشحين للإنتخابات سيكون عليهم الالتزام بتلك العلاجات المضادة للشيخوخة كضمان للمستقبل.
لكن هل القضاء علي الشيخوخة هو ما تحتاجه البشرية بالفعل؟! هذا ما ستثبته الأيام.
إعداد: محمد فريد
اقرا ايضا: الحالة النادرة لاداليا روز
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز