قد لا يبدو العنوان جذابًا بما فيه الكفاية، ولكن أمهلني من وقتك بضعَ دقائق…
قديمًا وعلى مر التاريخ وبالأخص في العصور الوسطى كان يُنظر لكل من هو أيسر اليدين نظرة اضطهادٍ وخوفٍ في نفس الوقت، وليس الأمر بالغريب؛ فقد كان يُعتقد بشدة أن استخدام الشخص ليده اليسرى استخدامًا غالبًا أمرٌ متعلقٌ بالسحر الأسود، بل كان يُعتقد أن من يكتب بيده اليسرى مقرونٌ بمسٍ شيطاني.
ولكن دعنا من هذه الحكايات، ولتحكم الإمساك بيدي، ولندخل سويًا من هذا الباب: باب آلة الزمن خاصتي —كنت قد صنعتها في سن السادسة بشرفة بيتي—، ولننتقل عبر الزمن إلى عصرنا الحالي… ها قد وصلنا.
بما أننا الآن في عصر ازدهار العلوم، فقد أصبح بإمكاننا البحثُ في ذلك الموضوع، حتى وإن كانت نسبة الأياسر حوالي عشرين بالمئة فقط، فإن هذا لا يثنينا عن التساؤل: أأيمنٌ أنت أم أيسر؟
في بادئ الأمر، أرجع العلماء سبب كون المرء أيمن أو أيسر إلى “چين” gene موجود على “الحمض النووي” DNA الخاص بالإنسان، ولكن لم يستطع العلماء تحديد المكان الدقيق لهذا الـgene. لاحقًا —ومع توالي البحوثات والتجارب— اكتشف العلماء وجود شبكة من الچينات أهمها چين يسمى بـPCSK6، واعتبروها مسئولة عن كون المرء أيمن أو أيسر؛ والجدير بالذكر أن الشخص الأيسر لديه النصف الأيمن من مخه هو السائد، والعكس صحيح بالنسبة للأيمن. ولكن هل توقف دور العلماء عند هذه النقطة؟ ليس بالتحديد.
بعد المزيد من التجارب والبحوثات، اكتشف العلماء وجود علاقة قوية تربط بين الـhandedness —وهو استخدام الشخص ليده سواء اليمنى أو اليسرى بشكلٍ غالب— وبين المخ وتناسق حركة الجسم، بل وتناسق أوضاع الأعضاء الداخلية للجسم؛ فقد يتسبب أيُ خللٍ بهذا الچين المدعو PCSK6 في مضاعفاتٍ خطيرة كالـSitus Inversus وهو انعكاس أوضاع الأعضاء الداخلية بالجسم؛ كأن يكون القلب موجودًا داخل الجزء الأيمن من قفصك الصدري وما إلى ذلك.
هل انتهى المقال؟ نعم يا صديقي. هل انتهى محتوى الموضوع؟ لا،لا أعتقد ذلك؛ فإلى الآن لازال العلماء في بحثٍ مستمرٍ عن حقيقة هذا الأمر.
إعداد: عبد الرحمن العدل
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز