هل تذكر تلك الليلة حين شعرت بالفراغ فجأة؟ تقلب المزاج الغير مبرر، حينها قررت أن تنقذ الموقف، اسرعت في تشغيل أحد أحب وأسعد الأغاني إلي قلبك، لتتحول بمفعول السحر تلك اللحظة الفارغة من المشاعر إلي أحد أفضل اللحظات في ذاك اليوم.
كثيرًا ما نمر بمثل تلك المواقف ولكن لماذا يحدث هذا؟! هل تؤثر الموسيقي علينا!
في دراسة لعلم النفس اجريت في مايو من العام الحالي ونشرت في مجلة ” فرونتيرز”عن أثر الاستماع إلى الموسيقى في مجموعات على الحالة المزاجية، من خلال تجربة شارك فيها 697 متطوع وتم تقسيمهم إلي مجموعتين:
الأولى تستمع إلى الموسيقى الحزينة وتتحدث عن الأشياء التي تحزنهم والمشاكل التي يعانون منها. أما الثانية فتستمع إلى الموسيقى الملهمة ويتحدثون عن أمور كالموسيقى والحياة.
وأظهرت نتائج الدراسة أن المجموعة الأولى انعكس سماعها إلي ذلك النوع من الموسيقى وحديثهم علي حالتهم النفسية مما جعلهم أكثر حزنًا ويميلون للإكتئاب وهذا النوع من التأمل الجماعي سائد في عمر الشباب وهو دليل على أهمية العلاقات الإجتماعية بالنسبة لهم وتأثير الموسيقى عليها في حين كانت المجموعة الأخري أكثر نشاطًا وحبًا للحياة.
حسنًا… لكن هل يمكن لذلك التأثير أن يذهب لأبعد من ذلك؟!
في دراسة أخرى أجراها “روبن دنبار” من جامعة أوكسفورد وزملاؤه من جامعة ليفربول وجامعة بينغهامتون، وجدوا أن الذين يؤدون الموسيقى سواء عن طريق الرقص، عزف الطبول، أو الغناء أدي إلي زيادة تخليق وإفراز الجسم للإندورفين، التي غالبا ما يشار إليها على أنها المواد الأفيونية الطبيعة التي تقلل من الإحساس بالألم؛ أي أنه وبصيغة أكثر وضوحًا فإن المشاركة في صناعة الموسيقي يقلل من الشعور بالألم ويجعل استثارة الجهاز العصبي أصعب بل ويزيد من الشعور بالسعادة.
بالرغم من ذلك… فهذا التأثير الإيجابي للموسيقى لا يظهر في الناس الذين كانوا ببساطة يستمعون إلى الموسيقى ولا يشاركون في صناعتها. كثيرًا ما تكون الموسيقي ملهمة. فقد الهمت أحد أعظم رجال ذلك العصر حيث قال عنها:
(الموسيقي لا تؤثر علي البحث العلمي لكن كلاهما ينبع من ذلك الشوق ويكملان بعضهما باشباع الذات الذي يقدمونه).
فقد كان أينشتاين عاشقًا للعب الكمان وتحدث كثيرًا عن رغبته في أن يكون عازفًا إن لم يكن عالمًا. وكان من أكبر عشاق موسيقى موزارت التي قال عنها أنه يري فيها الجمال الداخلي للكون. إن الموسيقي كما قيل عنها هي غذاء الروح فاحرص على تغذية روحك باستمرار فالموسيقى حقًا قادرة على ملء ذلك الفراغ بالكثير من ألوان السعادة.
إعداد: عمر محمد جودة
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز