سوف تنحني احترامًا للذبابة عندما تبحث في مقترحات مشغل أغانيك المرة القادمة!
لعلك أعدت قراءة العنوان أكثر من مرة ولكن لا داعي للشك يا صديق. نعم، إنها الذبابة.
كم من مرةٍ سئمت قائمة أغانيك المعتادة وأردت تجديدها! لعل الحل الأمثل أن تتصفح قائمة المقترحات على “ساوند كلاود” sound cloud. تخيل معي الآن عدم وجود تلك الخاصية، تصور ذاك الإيقاع الثابت الرتيب في حياتك، وضعٌ مزرِ أليس كذلك؟
وتعرف هذه الخاصية ب “البحوث المتشابهة” similarity searches حيث أنه يوجد معلومات مشتركة بين الفئات المختلفة
من أغانٍ و صور، إلخ… وعليه يقوم مشغل الموسيقى الخاص بك بإعطائك المقترحات بناء على ما تستمع إليه في العادة.
ما يقوم به الحاسوب هو تقليص حجم المعلومات المشتركة للفئة الواحدة فيما يسمى بالـ”هاش” hash، فيضم كل hash فئات متشابهة لكن مختلفة عن الموجودة في hash آخر، والنظام الحاسوبي الذي يستخدم الـ hash بتلك الطريقة يُعرف
بـ”locality-sensitive hashing”، فمثلًا إذا كنت من عشاق موسيقى البوب pop music ستجد في الـ hash الخاص بها أغاني لـ The Beatles، و Madonna، و Michael Jackson وغيرهم.
لعلك ما زلت تتساءل: ما علاقة ذلك بالذباب! سأُرضي فضولك إذًا.
عندما يشم الذباب رائحة معينة يربط تلك الرائحة بتصرفه. فمثلًا إذا شم رائحة موزٍ عفن- وكانت تلك الرائحة دلالة على وجود طعام- يبدأ البحث عنه، وعندما يشم تلك الرائحة أو رائحة مماثلة لها فيما بعد فإنه يعيد نفس التصرف. ولكن كيف يحدث هذا؟
يُنقل الإحساس بالشم عن طريق خمسين خلية عصبية مميزة للرائحة الواحدة، ولكن بدلًا من تقليص المعلومات المنقولة عبر الأعصاب يقوم الذباب بالعكس تمامًا، فالخمسون خلية تؤدي إلى ألفي خلية، فتصبح المعلومات الخاصة لكل رائحة مميزة عن الأخرى بشكلٍ أكبر، ثم يقوم المخ بعد ذلك بتخزين خمسة بالمائة فقط من تلك المعلومات في صورة hash حتى يسهل التمييز بينها وبين الروائح المختلفة.
والتوصل لكيفية عمل مخ الذباب هو ما دفع العالم “Saket Navlakha” إلى ربطها بأنظمة الحاسوب في الوصول إلى الـ similarity search.
لذا في المرة القادمة التي تغلق فيها درفة الشباك في وجه الذباب أو تشغل الصاعق الكهربائي، أعد التفكير في الأمر وأظهر احترامك للذباب يا صديق.
إعداد: هشام ياسر
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز