كغيره من الكائنات الحية يدافع عن نفسه ضد المخاطر المحيطة؛ فكيف يقوم هذا النبات العجيب بهذا الأمر؟
خُلِقت كل خلية في البصلة محتوية على فجوة عصارية بها مجموعة من الإنزيمات تدخل سلسلة من التفاعلات الحيوية؛ لتحويل أحد الأحماض الأمينية في الخلية إلى مادة كيميائية تتميز بأنها سريعة التطاير.
ومن هنا تبدأ القصة؛ فأثناء تقطيع البصلة تنطلق الإنزيمات في عملها، فتنتج تلك المادة الكيمائية، فتتطاير في الهواء وتلامس قرنية العين، فتثير الأعصاب الموجودة فيها، والتي بدورها ترسل إشارات عصبية للجهاز العصبي المركزي، الذي يصدر أمرًا إلى الغدد الدمعية، فتنهال منها الدموع الغزيرة وتملأ العين، والغرض من ذلك أن يتم تخفيف تلك المادة وإزالتها من على القرنية، كآلية دفاعية لحماية العينين.وبهذا وُصِفت تلك المادة أنّها من أكثر المواد المُسيلة للدموع، ولكنها بريئة من أنها تتسبب في إتلاف القرنية أو الإضرار بها. أما عن رائحة البصل النفاذة؛ فإنها بسبب تكاثف وتجمع تلك المادة المسيلة للدموع.
وفي عام 2015، وكمحاولة لعلاج مأساة البكاء تلك، تمكّن علماء من إنتاج بصل بچينات مسؤولة عن إنتاج كمية أقل بكثير من تلك الإنزيمات بحوالي 7 مرات ونصف المرة، وبالتالي إنتاج قدرٍ أقل بكثير من المادة المثيرة للدموع، مما يُمكّننا من القول وداعًا للبكاء أثناء تقطيع البصل.
إعداد: مروة علي.
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز