تعرَّف كيف نجت الطفلة إيدين من التلف الدماغي
تعرضت الصغيرة (إيدين كارلسون) إلى حادثة غرق حيث بقيت لمُدَّة تتراوح بين عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقةٍ في حمام السباحة، وأكثر من ذلك أن قلبها لم ينبض لمدة بعد الحادث.
بعد أن تم إنعاش إيدين وإيداعها العناية المركزة بمستشفى واشنطن المحلي، تم تشخيصها بتلف حاد في الدماغ. عانت إيدين من فقدان النطق والحركة والاستجابة للأصوات المحيطة كما أنّ الفحوصات أظهرت فقدان أجزاء من المنطقتين: الرمادية والبيضاء في المخ.
في مثل تلك الحالات إن كُتِب للمريض النجاة فإنه يعاني بقية حياته من تلف دائم في الدماغ.
لكن -ولحسن حظ إيدين- اقترح الطبيب باول هارتش Paul Harch (طبيب متخصص في طرق العلاج بالضغط العالي) معالجة الطفلة بالأكسچين تحت الضغط العالي”Hyperbaric oxygen therapy” وهو أسلوب علاجي طبي يَستخدم مستويات مرتفعة من غاز الأكسچين بشكل أكبر مما هو عليه في الضغط الجوِّيْ؛ حيث يتم وضع المريض في حجرة مُغلقة ومضغوطة في وجود الأكسچين فقط. العملية تهدف إلى رفع نسبة الأكسچين في الدم مما يُسَرِّع عملية إصلاح الأنسجة التالفة. ولكن لحسن الحظ لم يَكُن هذا الاكسچين موجودًا وقتها، فاقترح الطبيب البدء بالأكسچين ذي الضغط العاديّ، ثم أتبعه استخدام الأكسچين ذي الضغط العالي، مما أدى إلى نتائج غير مسبوقة في علاج التلف الدماغي لدى الطفلة.
النتائج كانت مذهلة على حد قول باول، فبعد بداية العلاج لمدة 45 دقيقة مرتين يوميًا، أظهرت إيدين في الأيام الأولى من العلاج استجابة للأصوات المحيطة مع استعادة حركة الأطراف. بعد بضعة أيام، بدأت إيدين في تناول الطعام عن طريق الفم وتمكنت من نطق بعض الكلمات.
بعد 39 جلسة من العلاج بالأكسچين تحت الضغط العالي بالإضافة إلى العلاج البدني لتحسين القدرة على الحركة عادت إيدين إلى طبيعتها قبل الحادث مع قدرة علي النطق أفضل مِمَّا كانت عليه قبل الحادث. فتصبح بذلك أول حالة يتم تسجيلها لعلاج تلف الدماغ الناتج عن حادث غرق.
قد تفتح تلك الحالة الباب أمام استخدام طرق العلاج بالضغط العالي مع الطبيعي بشكل واسع لمعالجة تلف الدماغ خاصة في صغار السن.
إعداد: محمد داوود
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز