هذا اليوم ليس من وحي خيال المؤلف بل هو واقع اختاره بعض البشر المهتمين بالأرض ومستقبلها البيئي. اختاروا العيش في منازل غير التي اعتدناها، اختاروا السفن الأرضية منزلًا لهم.
تستيقظ في الصباح الباكر وكل ما عليك فعله هو إزاحة الستائر لتسمح لضوء الشمس بإنارة الغرفة من خلال النوافذ الواسعة، حتى وإن كنت استيقظت مبكرًا قليلًا عن المعتاد فإنك لن تضيء المصباح الكهربائي لأنك تقيم حفلة هذا المساء ويجدر بك ادخار كل الطاقة التي ستخزنها خليتك الشمسية لتلك الليلة المميزة. على ذكر الخلية الشمسية، هذا هو الوقت المناسب للصعود إلى السطح لتوجيهها باتجاه الشروق حتى لا تفوتك أي من أشعة الشمس لليوم، وتأكد من أن مصافي وأوعية تجميع مياه المطر في مكانها لعلها تمطر اليوم.
حسنًا حان الآن وقت اغتسالك للاستعداد والخروج للعمل، لا تبخل على نفسك بالماء —المجمع من مضخات المياه الجوفية ومياه المطر— فأنت تعلم أنه لن يُهدر على أي حال حيث إنه يمر على فلاتر تنتهي بأنابيب لري نباتاتك المفضلة بالدور السفلي بالبيت الأخضر. هل أتممت ارتداء ملابسك؟ توجه للطابق السفلي الآن لتناول الإفطار —الذي يتكون معظمه من منتجات بيتك الأخضر— ولا تنس فصل النفايات العضوية عن غيرها فأنت تعلم أن صديقك يعمل في مجال بناء السفن الأرضية ويحتاج إلى العبوات المعدنية والزجاجية وكل ما تظنه أنت مجرد قمامة، فكما لاحظت أن منزلك لا يحتاج لجهاز تدفئة خلال أقصى الليالي برودة فمع الجدران العازلة —تحتوي غالبًا على إطارات سيارات قديمة— فإن المنزل لن يفقد حراراته التي اكتسبها خلال النهار، أما عن أيام الصيف الحار فأنت تعتمد على أنبوب التهوية الذي يمرر الهواء لداخل غرفة تحت الأرض لتبريده ثم إلى داخل غرفتك ويُسحب من فتحة أخرى لخلق تيار من الهواء البارد ولكن لا تنسى إسدال الستائر قبل ذهابك للعمل حتى لا تتجمع حرارة الشمس بداخل المنزل.
تذهب إلى عملك مرتاح البال فمنزلك لا يكلف بيئتنا شيئًا بل إنه يساعدها حتى إن أصدقاءك خلال الحفلة الليلة معجبون بهندسة البيت غير مقتنعين أن حوائطه مبنية من عبوات معدنية وزجاجية فارغة، ولكن على أي حال استمتع بحفلتك ولا تقلق من صوت الموسيقى الصاخب فليس لديك جيران فمعظم البشر غير مقتنعين بعد بالسفن الأرضية كوسيلة للنجاة بكوكبنا من غرقه المحتمل في تلوثه.
إعداد: مريم عبدالله
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز