المحتويات
لم تعد ذلك الطفل الذي يُفرغ طاقته في اللعب ومشاهدة أفلام الرسوم المتحركة تاركًا ما يدور حوله من ظواهر وتغيرات دون أدنى تفكيرٍ في السبب، ونَضَج عقلك، وزاد لهيب فضولك، وأصبحت رافضًا أن تمر عليك هذه الظواهر مرور الكرام؛ فحياتك قصيرة وتسابق الزمن لكي تفهم ما يدور فيها، فعندئذٍ تكون قد ملكتها، دعني أساعدك في إشباع ولو القليل من فضولك بالإجابة عن خمسة أسئلة لطالما دارت في عقلك كثيرًا.
1- لماذا تبدو السماء زرقاء؟
بدايةً يجب أن تعلم أنّ السماء هي طبقة من الغلاف الجوي، وأنّ اللون القادم من الشمس هو الأبيض والذي يتكون من سبعة ألوان وهي ألوان الطيف (الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، البنفسجي) وتتميز أنّ لكل منها طول موجي وسرعة موجية.
عندما تخترق أشعة الشمس الطبقة الجوية المليئة بالغازات والأتربة يتبعثر الضوء الأزرق -ذو الموجات الضوئية القصيرة بدرجةٍ أكبر بكثير من الموجات الطويلة كموجات اللون الأحمر- عندما يصطدم بجزيئات الهواء فينتشر اللون الأزرق في الجو بينما تمر باقي الألوان ذات الموجات الضوئية الأطول دون انتشار لذلك تبدو السماء زرقاء.
وبالطبع يدور في ذهنك الآن السؤال التالي..
2- ما سبب اللون البرتقالي أو الأحمر الذي يظهر عند الغروب؟
عند الغروب يخترق ضوء الشمس الغلاف الجوي بزاوية حادة بسبب دوران الأرض، أي أنّه يقطع مسافة أطول من التي يقطعها أثناء النهار؛ يتشتت خلالها اللون الأزرق والأخضر والأصفر بدرجةٍ أكبر من تشتت اللون البرتقالي والأحمر؛ فلا يكاد يصل إلينا إلا اللون الأحمر.
3- هل النجوم التي نراها موجودة بالفعل، وإن كانت غير موجودة، لِمَ نراها؟
لا تنزعج ولا تكتئب؛ فأسباب اكتئابك كثيرة ولا أريد أن أزيد الأمر سوءًا؛ فالجمال الذي تنتظره من النجوم كل ليلة أثناء استرخائك في حديقة منزلك أو على الشاطئ هو جمال حقيقي والنجوم موجودةٌ بالفعل، ولكن قد يكون الغير حقيقي فقط هو زمن تواجد هذه النجوم؛ فمنا من يعتقد أنّه عندما يرى نجم في السماء فهو موجود فعلًا في نفس اللحظة التي رآه فيها، ولكنّ هذا النجم من الممكن أنّه قد كان موجودًا منذ سنين عديدة ولكنّه انفجر ومع ذلك مازلت تراه؛ السبب في ذلك هو بُعد هذه النجوم عنّا مسافة سنين ضوئية (السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة)، فهي بعيدة بدرجةٍ تجعل الضوء القادم منها لا يصل إلينا إلا بعد مرور عدة سنين زمنية على بداية ظهورها، والتي قد يكون النجم خلالها قد انفجر، ولن يصل إلينا ضوء الانفجار أيضًا إلا بعد مرور نفس عدد السنين.
4- لماذا يبدو صوتك في التسجيل مختلفًا عن المعتاد؟
بالطبع تذكر صدمتك عند سماعك صوتك في التسجيل لأول مرة، ربما لم تصدق ما سمعت ونَسَبْته لكائن فضائي، ولكن عندما تكرر الأمر تأكدت من أنه صوتك بالفعل، ولكن ما السبب؟!
ينتقل الصوت عبر جزيئات الهواء عن طريق ذبذبتها، تسبب هذه الذبذبات اهتزاز طبلة الأذن، ثم 3 عظام في الأذن الوسطى، ثم تنتقل إلى هيكل حلزوني يحتوي على شعيرات تحوّل الذبذبات الميكانيكية إلى إشارات كهربائية تنقلها الأعصاب إلى المخ ليفسّرها، السبب في اختلاف صوتك في التسجيل عن المعتاد أنّ الصوت الذي يخرج مباشرةً من فمك تسمعه عن طريق الذبذبات التي تنتقل عبر الهواء إضافةً إلى الذبذبات التي تتكون في الحبال الصوتية ثم تنتقل لعظام الرأس مسببة اهتزاز طبلة الأذن، مرور الذبذبات في العظام يؤدّي إلى انخفاض ترددها؛ وبالتالي إلى رخامة الصوت (أي رقته ولينه)، أما صوتك في التسجيل تسمعه كما يسمعه الناس عن طريق الذبذبات المنتقلة عبر الهواء فقط.
5- لماذا يجذب المشط قُصاصات الورق عند حكّه بالشعر؟
من منّا لا يذكر هذه الخدعة في مرحلة الطفولة والتي أعطتك مكانةً مرموقةً بين الأصدقاء، والبعض أصبح في مخيلته أنّه القدوة للشباب، ومعتليًا الحصان الأبيض كفارس الأحلام للبنات، إذا كانت هذه الصورة باقيةً في مخيلتك إلى الآن فتمسك جيدًا على الحصان لأنك على وشك الوقوع والإصابة النفسية قبل الجسدية، لم تكن أنت السبب في هذه الخدعة! ولكنّ الفضل يعود إلى “الكهرباء الساكنة”.
في بداية الأمر يكون المشط متعادل الشحنة -يكون عدد الشحنات الموجبة مساويًا لعدد الشحنات السالبة-، ولكن عند حك المشط بالشعر أو الصوف يكتسب عددًا من الإلكترونات و يصبح سالب الشحنة ويخرج من الحالة المتعادلة وهذا هو السبب، عند تقريب المشط من قصاصات الورق المتعادلة الشحنة تنجذب القصاصات إلى المشط لاحتوائها على شحنات موجبة، وتعرف هذه الشحنة المنتقلة من جسمٍ لآخر عند احتكاكهما ببعضهما البعض بـ”الكهرباء الساكنة”، وقد يقول البعض: “المشط في البداية كان يحتوي على شحنات سالبة فلماذا لم يجذب القصاصات؟!” أنت محق فهو يحتوي على شحنات سالبة ولكنها مساوية للموجبة والمشط متعادل، ولكن بعد الاحتكاك أصبحت الشحنات السالبة أكثر من الموجبة وأصبح المشط سالب الشحنة.
إذا وددت تجربة تلك الخدعة مع أصدقائك لإخبارهم بالتفسير العلمي فهذه النصيحة لك؛ لا تجرّبها باستخدام جسم معدني؛ فالبلاستيك ليس موصلًا جيدًا للكهرباء، فعندما يكتسب الشحنات لن يسمح لها بأن تتسرب إلى الأرض، وبالتالي يصبح جسمًا مشحونًا قادرًا على جذب القصاصات، بينما الجسم المعدني موصلٌ جيدٌ للكهرباء، وسيسمح للشحنات التي يكتسبها بأن تتسرّب منه، ويصبح متعادل الشحنة وغير قادرٍ على جذب القصاصات.
إعداد: مصطفى شداد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز