ما إن يسمع بعضنا عن إصابة أحدهم في العمود الفقري، إلا وترتسم في أذهاننا صورته يجلس على كرسي متحرك فاقدًا قدرته على السير بل وماضيًا مابقي من حياته ضمن صفوف المعاقين عن الحركة.
أحد الأشخاص أُصيب في الفقرة العظمية الصدرية السادسة ضمن العمود الفقري مما أثر على الحبل الشوكي، وتم تشخيصه بأنها إصابة كاملة لدى قدرة الحبل الشوكي على إحداث الحركة، وبقي هذا المصاب بضع سنوات فاقدًا للحركة والإحساس في ساقيه وأجزاء جسمه الواقعة أسفل مستوى الإصابة.
إلا إنَّ الأمل لم يُفقد؛ حيث ابتكر باحثون في The Mayo Clinic خطة كمحاولة لإعادة توصيل الإشارات العصبية بين المخ والحبل الشوكي بأكمله؛ ليتم تحريك العضلات، وهذه الخطة مكونة من جزئين:
- العلاج البدني.
- تعريض الحبل الشوكي لتيار كهربي محدد.
تم العلاج البدني بواسطة تدريب عضلات الجسم وإجراء تمارين رياضية معينة؛ حتى يتم تنشيطها فتصبح قوية بشكلٍ كافٍ لأن تستجيب لإثارة الحبل الشوكي بالتيار الكهربي، واستمرت جلسات العلاج البدني مدة 22 أسبوعًا بمعدل 3 جلسات كل أسبوع.
وبعدها قام فريق الباحثين بزرع قطب كهربائي تحت مستوى الإصابة، وتم إيصال هذا القطب إلى الفراغ المحيط بالحبل الشوكي- بالتحديد في الفراغ الواقع خارج غشاء الأم الجافية المغلفة للحبل الشوكي- مع توصيله بجهاز يتحكم في شدة ومدة التيار الكهربي، فيرسل موجة كهربية نحو الحبل الشوكي تثيره فتبدأ مسارًا عصبيًّا ينسق العمل من المخ إلى الحبل الشوكي منتهيًا بحركة العضلات.
تمت المحاولات وفي خلال أسبوعين تمكن المصاب من تحريك ساقيه واستعاد الإحساس فيهما بشكل لابأس به، بل ونجح في الوقوف على قدميه دون الحاجة إلى عصا الاستناد أو حتى إلى الكرسي.
أثبتت تلك المحاولات نجاح الإشارات الكهربية في الوصول من المخ إلى الحبل الشوكي إلى العضلات، وعلى مستوى أوسع أثبتت ألا أمل ينقطع مادامت الحياة مستمرة ومادام القلب في الجسد ينبض.
إعداد: مروة علي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز