تعثرت بتلك العبارة أثناء تصفحي لوريقات فصل الأمراض الچينية “genetic diseases” من مادة علم الأمراض”pathology”, التي أرقتني وأشعلت التساؤلات في ذهني؛ هل كروموزوم Y مسئول عن العدائية فعلًا؟
ووجدت الأتي الذي أردت مشاركته مع القراء رغم شكوكي وظنوني أن يسترعي انتباه أحد: توجد آراء متضاربة على النقيضين تمامًا, أحدها تقول نعم والرأي الآخر يقول لا ليس مسئولًا, بل المسئول هو الظروف الاجتماعية والبيئية الأخرى. يقول المختصون بالعلوم الچينية أن المشاكل الناتجة عن تغييرات في الكروموزومات الجنسية X و Y أقل كثيرًا عن تلك الجسدية وأكثر تلك المشاكل انتشارًا (XXX, XXY, XYY) بنسبة حالة واحدة كل 500 ولادة.
العديد من الآباء حين يعلمون أن الجنين XYY يلجأون إلى الإجهاض، ومع ذلك فإن الأجنة الناجية يولدون بصحة جيدة ومع النمو تكون نسبة ذكائهم في الحدود الطبيعية أيضًا, ولكن على الأغلب أقل من رفاقهم، مع تأخر في النطق وصعوبات في التعلم من المشاكل الملحوظة بالإضافة إلى أنهم أكثر طولًا ونحافة ويعانون بضراوة من حب الشباب، ولكن حياتهم، قدراتهم، وصفاتهم الجنسية تكون طبيعية للغاية، حيث وجد أن الكروموزوم Y الإضافي يصبح بشكل ما غير مفعل بل وجد أيضًا أنه لا يورث للأبناء الذكور.
اقترحت دراسات حديثة أن ذكور XYY متواجدون 10 مرات أكتر من الذكور XYفي التجمعات الإجرامية، وحيث أن ذكور XXY وإناث XXX يعانون من مشاكل عقلية ونفسية, يعاني XYY من بعض المشاكل العدائية. بعض الباحثين يعزون ذلك إلى كروموزوم Y الزائد كما أن التقارير تقول أن نسبة ذكور XYY متواجدون في السجون بنسبة 25-60 أكثر من الذكور الطبيعية.
يُحكى أن “ريتشارد سبيك” Richard Speck قاتل 88 من الطلبة الممرضات كان ضحية لتركيبه الكرموزومي، ولكن الدراسات أيضًا وجدت أن هذه التقارير قد أُسيء استخدامها في السجون والمستشفيات العقلية.
وفقًا لطب تسعينات القرن الماضي, أن على الرغم من أن واحد فقط من كل 10000 ولادة ينتج عنها ذكر بتركيب كروموزومي XYY، معظمهم لا يُشخصون فهم لا يبدون أو يتصرفون بشكل مريب أو مثير للشك مما يدفعهم لعمل اختبارات جينية، أيضًا وفقًا لطب التسعينات, الدراسات الدقيقة التي أقيمت على الانطوائيين أو الذين يعانون من مشاكل عقلية أتهمت بها التركيبات الجينية زورًا بسبب أخطاء في تجميع العينات.
من وجهة نظري, أرى أن هناك الكثير من العوامل الأخرى تتحكم في العدوانية من عدمها حيث أن السلوك العدواني ليس مقتصرًا على الرجال دون النساء لغياب كروموزوم Y فيهن مما يبرئهن من تهمة الميول العدائية؛ فلو كان هذا صحيحًا, لما وُجدت سجون للنساء في العالم أجمع.
وبعد انتهائي من تصفح هذا الفصل ذو الأوراق الإضافية المسئول عن قيامي بعمل هذا التحقيق قمت بغلق حاسوبي والتخلص من هذه الأوراق اللعينة لأفكر مَن من المحيطين بي عميل XYY متنكر!
إعداد: رقية أشرف
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز