على الأغلب قد مررنا جميعا بذلك الموقف؛ أن تتنازل عن فكرتك، أو رأيك لتتبع كل من حولك خوفًا من الانتقاد، أو خشية الاختلاف، لكن ما التفسير العلمي لذلك التصرف؟ أثبتت الدراسات أن اتباع القطيع هو أمر غريزي مدفون في جهازنا الإدراكى، ويعمل أوتوماتيكيًا.
قام طبيب نفسي مساعد —يدعى دكتور (Berns) — بعمل تجربة لتفسير تلك الظاهرة، حيث استخدم لعبة تعتمد على الإدراك البصري، فطلب من سبعة مشاركين أن يقوموا بقلب أشكال ثلاثية الأبعاد ليعرفوا ما إذا كانت متشابهة، أو مختلفة لكن دون لمسها, فقط باستخدام نظرهم، ورؤيتهم للأشكال.
قبل بدء التجربة قام الطبيب بإعطاء ورقة تحتوى على إجابات أغلبها خاطئ لستة من المشاركين —و تذكر أن الإجمالي كان سبعة مشاركين— ليصبح بذلك شخص واحد هو من تقوم عليه التجربة.
من هنا بدأت التجربة فعليًا، فوجب على كل مشارك أن يكتب إجاباته في ورقة، ثم ينطق بها أمام الجميع، ودائمًا ما كان الشخص السابع هو آخر مَن يتكلم. تفاجأ الطبيب بأن نتيجة بعض مَن قامت عليهم التجربة قد انحدرت من 90% في ورقته إلى 10% عندالنطق بالإجابات بعد سماعه لإجابات الأخرين. وأيضًا هبطت نتيجة أخر من 70% إلى 30%.
عند سؤالهم عن سبب تغييرهم للإجابات ردوا قائلين: “إذا رأى ستة أشخاص شيئًا غير الذى أراه، فبالطبع أنا المخطئ”. يُذكر أيضًا أن شخصين قد أصروا على إجاباتهما.
عند إجراء أشعة رنين مغناطيسي وظيفية (fMRI) على كل أولئك الأشخاص، لمعرفة أكثر المناطق نشاطًا في الدماغ لحظة إتخاذ القرار. وعند النطق بالإجابات, تفاجأ الطبيب بما وجده من نتائج، ففي الأشخاص الذين غيروا إجاباتهم كانت منطقة الإدراك البصَري هي الأكثر نشاطًا لحظة اتخاذ القرار، وليست منطقة التفكير.
هذا يفسر أنه عند استماعك لآراء الآخرين قد يتأثر إدراكك البصري، و يصبح المخ في حيرة بين ما يراه الآخرون و ما تراه عينيك. أما الشخصان اللذان أصرا على إجاباتهما، فقد أظهرت الأشعة أن المنطقة الأكثر نشاطًا في دماغهما هى الـ(Amygdala) والتي تُدعى منطقة الخوف في الدماغ. هذا يعني أنه حتى عند التمسك بآرائك، و تصديق عينيك، فإن الخوف من أن تكون وحيدًا سوف يتملكك غالبًا.
إعداد: منة مدحت
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز