بلونٍ كحُمرة الشفق يُطل علينا… هكذا هو، لا يدخل بيتًا إلا وينشر دفءً، ويرسم ابتسامة، ويصلح ما أفسده واقعُ يجهله!
إنه الشاي ذلك المشروب ذائع الصيت، راسخ التاريخ والمكانة.
يُعتبر الشاي من أكثر المشروبات انتشارًا ومحافظةً على مكانته منذ أمد بعيد، حيث يرجع تاريخ مشروب الشاي وفقًا لإحدى الأساطير عام ٢٧٣٧ ق.م عندما كان الإمبراطور الصيني “شين نينج” يحتسي كوبًا من الماء الساخن تحت ظلال شجرة “الكاميلا” وإذ بإحدى الأوراق تسقط في كوبِه منتجةً مشروبًا حلو المذاق، وإذا كان هذا الإمبراطور لا يملك في سجله الشخصي إلا هذا الاكتشاف، فكفى بذلك تاريخًا! وتقودنا أسطورة أخرى شرقًا إلى اليابان حيث “بودهارما” ذلك الراهب البوذي الذي كان غاضبًا جدًا لعجزه عن البقاء مستيقظًا أثناء تأمله حتى أنه اقتلع جفونه وألقى بها جانبًا وإذا بها تنُبت نباتا خطف النوم من جفون البشر!
وإذا نظرنا إلى مشروب الشاي بنظرة علمية مجردة، نجد أنه يستحق الاعجاب، فبالإضافة لكونه جميل المذاق يُعتبر أيضًا مشروبًا صحيًا، كما أن بداية ظهوره واستخدامه في الصين كانت لأغراض طبية؛ فهو يحتوي على مواد نشطة بيولوجيًا —مثل البوليفينول— تعمل كمضادات للأكسدة تقلل خطر الإصابة ببعض الأمراض والسرطانات إضافةً إلى أن هذه المواد لها نشاطات مضادة للڤيروسات والالتهابات؛ حيث تحفز مناعة الجسم، أضف إلى ذلك احتوائه على كمية مناسبة من مادة الكافيين —وتعد بأقل من القهوة العادية ب50%— مما يقلل مشاكل الجهاز العصبي الناتجة عن الكافيين في القهوة وتنشطه نشاطًا غير مؤذً—كما تشير بعض الأبحاث اليابانية—، كما أعلن عن مساعدة الشاي في حماية الأسنان من الإصابة بالتسوس، لذا تمتع بشرب الشاي وحافظ على ابتسامتك ناصعة رغم كل شيء!
وتستمر الأبحاث العلمية في كشف الكثير عن أسرار هذا المشروب الأكثر انتشارًا في العالم؛ ليتجلى لنا ما له وما عليه.
إعداد: أحمد يحيى
تدقيق : محمد إيهاب
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز