والدتي في الأغلب تكافئنا في نهاية اليوم بوجبة دسمة ترد السعادة في عروقنا، فهي تعرف تمامًا أهمية الطعام، فبالإضافة إلى الغذاء فإنه يزيد العلاقات الاجتماعية بين الناس.
بعض الثقافات كالفرنسية يعرفون جيدًا أهمية الطعام، يعرفون ماذا يأكلون وأين ومع من يأكلون على الرغم من رشاقتهم، وذلك أكثر من الشعوب التي تعتمد على الوجبات السريعة.
فهناك بعض الثقافات التي تصف الطعام بأنه الصمغ الذي يربط الناس ببعضها البعض، فنحن نطعم أجسادنا بالتغذية، وعقولنا بالمعلومات والبحث والنقاش وأرواحنا عن طريق الراحة والرضا، ونطعم علاقاتنا عن طريق الإيجابية والإلهام والطاقة، فنحن علي طاولة الطعام لا نحصل فقط علي التغذية ولكننا نحصل على السعادة والدعم والتقدير عن طريق الاهتمام بكل ما يحب أن يتناوله الفرد والاهتمام بتفاصيل المذاق لكل فرد فينا مما يزيد من تواصلنا معًا، فالطعام يزيد من إفراز السيروتونين المسؤول عن السعادة في المخ، وتحتل الكربوهيدرات المركز الأعلى في الأطعمة المسؤولة عن إفراز السيروتونين في المخ لاحتوائها على الحمض الأميني (tryptophan) الذي يستخدمه المخ في تكوين السيروتونين، كما تحتوي البروتينات أيضًا بمختلف أنواعها على ذلك الحمض الذي يزيد من إفراز السيروتونين في المخ بمساعدة فيتامين (ب) و فيتامين (د)، لذلك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د) مهمة أيضًا في الحصول على السيروتونين كما يمكننا الجلوس في الشمس قليلًا للحصول عليه.
كما أن الأطعمة التي تحتوي على السيلينيوم تساعد على إفراز السيروتونين في الدماغ كالمكسرات والشوكولاتة وغيرها من الاطعمة، كما أن تناول الفطور المتوازن يحقق النشاط ويحسن مزاج الفرد ويحدث العكس تمامًا عند إهمال وجبة الفطور، كما أن الوجبات المتزنة بالكربوهيدرات تحسن المزاج، حيث أوضحت الدراسات أن الحصول على غذاء منخفض الكربوهيدرات لمدة أسبوعين يقلل النشاط ويقلل استعداد الفرد للرياضة لذلك يجب أن تحتوي الوجبة على الكربوهيدرات بجانب الرياضة، لتساعد على الاستمرار في التمرين والامداد بالطاقة وتحسين مزاج الفرد، لذلك ليس هنالك مانع أن تعبر عن تقديرك لأحدهم بساندويتشًا أو بيتزا حجم عائلي في المرة القادمة.
إعداد: ريهام الجيوشي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز