انتهت الدراسة مؤقتًا؛ لتحُلَّ إجازة نصف العام، فانطلق الأصدقاء في رحلة إلى مدينة الألعاب، وفجأة وسط المرح واللعب خفُت شعاع الضوء ليختفي، وبدأت الظلال والأشباح المخيفة تلوح في الأجواء، احبسوا أنفاسكم؛ فقد حان الوقت لنستكشف بيت الرعب.
هل من الممكن أنْ نرى أمامنا ما ليس موجودًا بالفعل؟ أجل فتلك هي الخدع البصرية، عندما ترى العين شيئًا فإنَّ الإشارات الكهربية تتولد في شبكية العين منتقلة إلى منطقة المهاد في المخ (thalamus)، ثم إلى القشرة البصرية (visual cortex) حيث تُجرى معالجتها —بطريقة تفوق المعالجة الإلكترونية في الحاسوب الآلي، فسبحان الخالق العظيم—، ثم تَستكمِل رحلتها إلى الفص الجبهي من المخ (prefrontal cortex)؛ ليتخذ القرارات لضبط الاستجابة لذلك المؤثر البصري.
إلا إنَّ ذاك المسارَ لايحدث دائمًا؛ فهناك بعض الإشارات ينعكس مسارها عائدة من القشرة المخية إلى المهاد مرة أخرى، وهو ماعدَّه باحثون —في جامعة Carnegie Mellon— سببًا لتغيير طبيعة الاستجابة لدى كلٍّ من القشرة البصرية والفصِّ الجبهي، وبهذا التغيير في المسار يحدث الانخداع في الرؤية متخذًا إحدى هذه الأشكال:
- Muller Lyer illusion: سهمان مستقيمان بنفس الطول: ولكن اتجاه الرأس مختلف، لذا يبدوان بطولين مختلفين
- Moving eye illusion: دوائر ساكنة تبدو متحركة؛لأنها متجاورة وبأحجام مختلفة.
- The Hering illusion:خطان أفقيان مستقيمان يبدوان منبعجين للخارج بسبب خلفية من الخطوط المرتبة بطريقة تعطي ذلك الانطباع المزيف.
وغيرها الكثير والكثير مما يبهر ويثير العجب حقا.
ولا يخفى علينا أنَّ الألوان تلعب دورًا في التأثير على نفسية الإنسان؛ فالألوان الدافئة: كالأصفر، والأحمر، والبرتقالي تثير الانتباه، والغضب، وحتى الشعور بالعداء، والأحمر بالأخص يثير الشعور بالدموية عادة، والأرجواني يعكس الغموض، والأسود أحيانًا يدل على الشر.
بمزيج من تلك الخدع البصرية مع خلفية من الأضواء ذات الألوان المرعبة يتسنَّى لبيت الرعب أنْ يثير القلق والخوف في نفوس الزائرين من مختلف الأعمار، ولكنَّ النظرة العلمية تبقى المفنِّدة لتلك المخاوف، فلنرجو أن تكون إجازة طيبة.
إعداد: مروة علي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز