الـ”glaucoma” أو مرض المياه الزرقاء هو ثاني أكبر سبب للعمى حول العالم، وينشأ من تلف خلايا الشبكية، وكل العلاجات الموجودة الآن ما هي إلا وسائل للتحكم في المرض فقط وليس لعلاجه، وقد ذكر في الإحصائيات أنّ هذا المرض يصيب حوالي 70 مليونًا حول العالم.
يعزى هذا المرض إلى خلل في الچين المسئول عن إنتاج بروتين يسمى “neuro globin” ضروري لخلايا الشبكية -وهي منطقة في العين مسئولة عن نقل إشارات الرؤية إلى المخ- حيث يعمل هذا البروتين على حمايتها بالتخلص من المواد الناتجة من عمليات الأكسدة، وعند إصابة العين بالجلوكوما، يحدث تلف في الميتوكوندريا المتأثرة بدورها بنواتج الاكسدة؛ فتبدأ خلايا الشبكية في الانحلال.
تمكّن العلماء في جامعة “السوربون” في فرنسا ومعهد الصحة الأمريكي من حقن چين “Ngb” وهو المسؤول عن إنتاج الـ”Neuro Globin” داخل شبكية الفئران المريضة بالجلوكوما، هذه الفئران انقسمت إلى مجموعتين، جزء منهم عمره شهرين سليم ولكن معرض للإصابة بالمرض، والجزء الآخر عمره 8 أشهر ومصاب بالفعل، ويتم ذلك من خلال تحميل الچين على الناقل الڤيروسي “Adeno-associated viral vector” بعد تفريغ الناقل من مادته الوراثية.
وعند وصول الفئران إلى متوسط عمرهم -وهو 12 شهرًا- كانت كمية الـ”Neuro Globin” قد وصلت إلى الضعف في كلا المجموعتين، وعند فحص المجموعة التي حُقنت وهي سليمة لم يظهر عليها بعد ذلك أي ملامح للمرض، بينما تعافت المجموعة المصابة تمامًا من المرض؛ حيث استعادت خلايا الشبكية وظائفها بشكل كامل باستثناء تلك الخلايا التي تموت مع العمر بشكل طبيعي.
فكرة العلاج القائمة على تصحيح الخلل فى وظيفة الـ”Mitochondria” -إن وُجِد- تبدو واعدة للغاية لتطبيقها فى أمراض أخرى بعد النجاح الذى حققته تلك الدراسة، وذلك على حد تعبير الدكتورة (ماريسول دبرينسكي) رئيسة الفريق البحثي.
إعداد: عبدالله فهمي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز