حالة المناعة الذاتية تلك تُسمى مرض السكري النوع الأول، حيث لايزال المريض قادرًا على التحكم في مستوى الجلوكوز ولكن فقط بواسطة جرعات ثابتة من حقن الإنسولين.
ولما كانت فكرة نقل جزيرات لانجرهانز من متبرع متوفى لاتزال تجريبية إلى حد كبير لأنها:
1- متاحة لحد قليل من المرضى بسبب نقص عدد المتبرعين
2- وتحتاج أدوية لتثبيط جهاز المناعة ومنعه من رفض الخلايا المزروعة التي يراها غريبة بالنسبة له وهذه الأدوية لها آثار جانبية خطيرة منها زيادة احتمال تكوُّن بعض الأورام والسرطان أيضًا.
فكانت فكرة إنتاج خلايا بيتا من أجسام المرضى حيث لا يستطيع جهاز المناعة رفضها فكرة عمل عليها الباحثون لعقود. استطاع الباحثون فى جامعة واشنطن وجامعة هارفرد من إنتاج خلايا بيتا تفرز إنسولين مشتقة من خلايا جذعية من نسيج مأخوذ من جلد
مرضى السكري. هذه الخلايا تفرز إنسولين عند تعرضها للجلوكوز عندما تم اختبارها في بيئة نمو مناسبة للحياة.
وعند زراعة هذه الخلايا البشرية في الفئران، وبعد 3 إلى 4 شهور من زراعتها، تم حقن مجموعة منها بمادة “آلوكسان” Alloxan – وهي مادة تقوم بتدمير خلايا بيتا – بحيث تدمر الخلايا الخاصة بالفئران وليس الخلايا المزروعة. وذلك لتقدير قدرة خلايا بيتا المزروعة على الحفاظ على مستوى الجلوكوز في المستوى الطبيعي، وفي نفس الوقت تم حقن مجموعة من الفئران بمادة آلوكسان ولكن هذه الفئران لا تحتوي على خلايا بيتا البشرية.
وكانت النتيجة أن هذه الفئران العادية ماتت بعد 20 يومًا من الحقن أما الأخرى فقد بقت حية وحتى اليوم الـ80 من الحقن أي بعد 164 إلى 192 يوم من زراعة الخلايا بيتا ظل مستوى السكر في دم الفئران أقل من 200 ملجرام/ديسيلتر عند الصيام، وكانت هذه الخلايا تفرز الإنسولين البشري عند حقن الفئران بالجلوكوز وفورًا يعود مستوى الجلوكوز لما كان عليه قبل الحقن، وظلت هذه الخلايا تعمل حتى أقل من 5 أشهر فى الفئران.
حتى الآن لا يوجد أثر لأورام فى الفئران حتى بعد عام من زراعة الخلايا، ولكن لايزال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث للتأكد من أن الخلايا بيتا المشتقة من الخلايا الجذعية لن تسبب أورام كما كان يحدث في بعض أبحاث الخلايا الجذعية، ويتوقع العلماء أن تكون خلايا بيتا المشتقة من الخلايا الجذعية جاهزة للدراسة على الإنسان في خلال 3 إلى 5 سنوات حيث من المتوقع أن تتم زراعتها تحت جلد المرضى بجراحة بسيطة بحيث يمكن للخلايا بيتا أن تكون على اتصال بدم المريض.
وقد يكون من الممكن أن تعمل هذه التقنية في أمراض أخرى كمرض السكري النوع الثاني ومتلازمة ولفرام Wolfram syndrome
إعداد: عبدالله فهمي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز