“في أوروبا والدول المتقدمة”… تبدو المقولة مألوفة حيث تتردد على مسامعنا كثيرًا بين الحين والآخر سواء على لسان مَن نقابل من أشخاص في حياتنا اليومية أو على شاشات التلفاز، ما الذي ربط التقدم ارتباطًا وثيقًا بهذه الدول؟ وما الذي جعلها مثالًا لابد أن يُذكر في أي محادثة علمية؟ إنها ثمار الاهتمام بالبحث العلمي وميزانيته ليَخرج علينا الطُلاب قبل العلماء كل يوم باختراعات واكتشافات جديدة تصيبنا بالدهشة والذهول.
قام الباحثون في جامعة إمبريال في لندن بتطوير قطعة من الزجاج الحيوي تتكون من السيليكا ومادة بلاستيكية تُسمى “polycaprolactone”، قطعة لها من المرونة والقوة وامتصاص الصدمات ما يجعلها قادرة على استبدال الغضروف الحقيقي في الجسم.
إذا لم تندهش بعد، ستتغير نظرتك عندما تعرف أنها من الممكن أن تحفِّز نمو خلايا الغضروف في الجسم، حيث يمكن صناعتها على شكل حبر قابل للتحلل وطباعتها بتقنية ثلاثية الأبعاد إلى مواد تحفِّز نمو الخلايا الغضروفية في الركبة، هذا بالإضافة إلى قدرتها على الشفاء الذاتي عند إصابتها مما قد يُكسبها ثقة الأطباء في الاعتماد عليها.
في حالات نقل الغضروف الهلالي في الركبة “Meniscus ligament” الذي يتمزق في حوادث الأنشطة الرياضية أو حتى الأنشطة العادية كالمشي والتقرفص؛ تصبح الركبة غير قادرة على توزيع الحِمل وامتصاص الصدمات إضافة إلى فقدان حرية الحركة بشكل كامل، أيضًا قد تعالِج الإصابات المؤلمة في الأقراص الغضروفية بين الفقرات والتي تلتحم فيها الفقرات فتقل حركة المريض، تبدو القطعة كنزًا في هذه الحالات.
يالها من طريقة مثيرة للإعجاب في علاج إصابات الغضروف، فالقطعة لديها نفس خصائص الغضروف وعند زراعتها تستعيد المفاصل المصابة مرونتها وخصائصها مما يجعلنا في غِنى عن الأدوات المعدنية المستخدمَة حاليًا في نقل الغضروف ومشاكلها، مازالت القطعة تحت الدراسة ولكن مع مزيد من البحث والجهد قد نجدها متاحة للاستخدام في القريب العاجل.
إعداد: مصطفى شداد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز