هل فكرت ولو للحظة ماذا قد يحدث إذا دُفِنت حيًا بعد أن أقرّ الجميع وفاتك؟!
في إحدى المستشفيات بـ”north wales” بعد أنْ تم كتابة التقرير وتحديد موعد وفاة عجوز في أواخر السبعين؛ التفّ أهل المريض حوله باكين.. ولكن بعد مرور حوالي 15 دقيقة، إذا بالمريض يتنفس من جديد، ولكنّه ظلّ غير واعٍ وقضى يومين في غيبوبة ثم تُوفِىَ في اليوم الثالث، هذه المرة لم يستطع الإفلات من قبضة الموت وتوقف النبض نهائيًا.
لكن استعادة المريض لأنفاسه وبقاءه على قيد الحياة هذه الفترة دفعت أهل المريض بالهجوم على الطاقم الطبي، واتهموهم بالتقصير وأنهم لو كانوا أطالوا مدة الـCPR (وهو إنعاش القلب عن طريق الضغط على الصدر والتنفس الاصطناعي)؛ لكانوا استطاعوا إنقاذه وانتهى الأمر بهم إلى المحكمة وكان من ضمن هذا الطاقم طبيب يُدعى (Vedamurth Adhiyuman) والذي كان مُوقنًا أنه لم يقصِّر في إسعاف المريض ولكن هناك شيئًا غامضًا وراء ذلك فسعى لدراسة هذه الظاهرة الغريبة؛ ليثبت حدوثها بشكل طبيعي لإثبات براءته.
هذه الظاهرة تعرف بـ”متلازمة لازاروس”؛ وهي عبارة عن إنعاش ذاتي للقلب بعد فشل طرق الإنعاش المختلفة كالـ CPR والصدمات الكهربية، ويرجع هذا الإسم إلى (القديس لازاروس)، والذي رَوَى العهد القديم أن (يسوعَ) أحياه من بعد موته.حاول الطبيب جمع كل الأدلّة التي تؤكد حدوث هذه المتلازمة؛ ليستطيع بها التخلص من المساءلة القانونية وإنقاذ سمعته المهنية.
بالرغم أن حوالي 38 حالة فقط قد تم تسجيلها إلا أنّ هذه المتلازمة ليست نادرة إلى هذا الحد؛ إذ أنّ هناك الكثير من الحالات التي لم تُسجّل؛ وذلك للتهرب من المساءلات، وحالات أخرى تعود لدقائق معدودة ولا ينتبه لها أحد؛ لكنّ هذا لا يعني أنّ كل الحالات تموت؛ حيث يوجد حوالي 35% من الحالات استطاعت بالفعل الهروب من الموت وقبضته لتُكمل باقي حياتها.
توجد بعض نظريات تفسر هذه الظاهرة؛ منها أنّه أثناء إنعاش القلب عن طريق الـCPR يحدث زيادة في انتفاخ الرئة نتيجة ضخ الهواء بداخلها باستخدام ventilator، ونتيجة لعدم وجود وقت كافٍ لإخراج الهواء الموجود؛ يتراكم بداخل الرئة؛ فيزيد الضغط ويمنع تدفق الدم إلى القلب؛ مما يؤدي إلى تثبيط جميع أنشطة القلب، الأمر الذي قد يتطور لتوقف نهائي للقلب.
وفي نظرية أخرى أنّه عند بداية إسعاف المريض يُعطَى جرعات من الـadrenaline، والتي تُزيد جميع أنشطة القلب عن طريق بعض المستقبِلات، ولكن مع زيادة ضغط الرئة وتوقف تدفق الدم للقلب لا تستطيع هذه الجرعات الوصول إلى المكان المرغوب، ولكن بعد توقف الـCPR يقل الضغط تدريجيًا، ويعود تدفق الدم إلى القلب حاملًا معه هذه الجرعات من الــadrenaline، والتي تقوم بدورها بتنشيط القلب وزيادة الدفعات الكهربية بداخله مما يعيد إليه النبض ذاتيًا
والآن ربما أصابك بعض الفزع؛ ماذا لو حدث هذا معي؟ ماذا إنْ دُفنت حيًا؟ عُرف هذا النوع من الخوف بدايةً من القرن التاسع عشر بـtaphophopia، وهو الخوف من الدفن حيًا؛ مما دفع الناس لوضع أنابيب تنفس وأجراس داخل توابيت الموتى؛ ليستطيعوا إرسال أي إشارة إذا عادت لهم الحياة.
الآن لا تنس عزيزي أن توصيهم أنْ يضعوا معك هذه الأشياء بالإضافة إلى هاتف نقّال؛ إذ يجب علينا التمسك بالحياة حتى الرمق الأخير.
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز