تتفاعل الچينات والبيئة لتعطي كل شخص حاسة شم فريدة!
حاسة الشم هي الأكثر تعقيدًا. يأتي الإحساس بالشم من الأعضاء الشمية في الأنف، والتى تتكون من خلايا عصبية حسية تحتوي على مستقبلات تحدد الروائح؛ حيث يوجد حوالي ١٠٠٠ نوع من مستقبلات الشم فى الأنف مقارنة بوجود ٣ أنواع من المستقبلات فقط للرؤية فى العين و ٤٩ نوع من مستقبلات التذوق فى اللسان.
استخدم الباحثون في معهد Wellcome Trust Sanger الفئران كمثال حيث أوضحت الدراسات أن مستقبلات الشم للفئران التي تعرضت لروائح فى حياتهم تختلف عن مثيلاتها في الفئران المماثلة لهم وراثيًا التي لم تتعرض لهذه الروائح من قبل. وعليه وجدت الدراسات أن كل من الچينات والبيئة قد جعلت لكل شخص حاسة شم مميزة عن غيره.
قام الباحثون بمقارنة الخلايا العصبية الشمية لفئران مع فئران أخرى مماثلة لهم وراثيًا عاشوا فى بيئة مختلفة وراثيًا، وأيضًا مع حيوانات يعيشون فى نفس البيئة ولكن مختلفون وراثيًا. استخدم الباحثون تسلسل RNA حتى يمكنهم أن يروا أي مستقبلات چينات ستكون نشطة. وجد العلماء أن الچينات تحكمت في أي المستقبلات سيتم تمثيلها فى الفئران، بينما تحدد البيئة التي يعيش فيها الفئران عدد الخلايا القادرة على التعرف على كل رائحة. وعليه اتضح دور الچينات خاصةً تلك المسؤولة عن مستقبلات الشم في بناء نسيج الأنف كذلك البيئة التي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل هذه المستقبلات.
وبالتالي أصبح معروفًا أن تاريخ الفرد يمكن أن يؤثر على بنية نسيج الخلايا العصبية الشمية وقد يكون لها أثر فى معرفة تطور الأعضاء الحسية المختلفة وطرق استجابتها المختلفة. وحيث أن الخلايا العصبية لحاسة الشم متصلة بالخلايا العصبية للمخ فمن الممكن أن يساعد هذا على فهم تطور الخلايا العصبية بشكل عام في المستقبل.
و الآن يعرف كل منا أن لديه حاسة شم فريدة تختلف عن الآخر…
إعداد: عبد الرحمن أحمد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز