تتفنن المطاعم -باختلاف ما تقدمه- في محاولة إغراء زائريها لكي يطلبوا أكبر قدر ممكن من الطعام، وللقيام بذلك يقوم أصحابها بالعديد من الدراسات ليتمكنوا من إنجاز مهمتهم بمنتهى الدقة عن طريق اختيار أبسط التفاصيل التي تزيد الشهية مثل اختيار الألوان وطرق التقديم المختلفة وابتكار الأطعمة المميزة الخاصة بكل مطعم عن غيره.
بالطبع لن يقف العلم عاجزًا أمام هذا الأمر ويترك أصحاب الاستثمارات في مجال المطاعم ينتصرون في النهاية؛ ففي دراسة حديثة تمت على الفئران لاحظ العلماء أن عملية الجوع والشبع تتم عن طريق مجموعتين من الخلايا إحداهما مسئولة عن جعل الإنسان يشعر بالجوع (AgRP) والأخرى تقوم بالعكس تمامًا وتجعله يشعر بالامتلاء (POMC)، وبمعرفة ذلك فإنه يمكننا وبكل بساطة تركيز كل الدراسات والأبحاث لمحاولة السيطرة على هاتين المجموعتين، فنقوم بتنشيط المجموعة التي تُشعِر الإنسان أنه ممتلئ أو نقوم بتثبيط المجموعة الأخرى وبهذا تنتهي المشكلة بكل بساطة واحترافية.
ولكن الأمور لا تسير بهذه البساطة؛ فعندما قام العلماء بتنشيط الخلايا المسؤولة عن الشبع كانت الصدمة أن الفئران قد زاد أكلهم بشكل كبير للغاية! وكان السبب في ذلك أن تنشيط خلايا الشبع ينتج عنه تنشيط خلايا الجوع أيضًا في نفس الوقت وعندما يتم ذلك فإن خلايا الجوع تتولى القيادة فينتج عن ذلك جوع شديد وبالتالي لم تُحَل المشكلة بل زادت الأمور سوءًا.
لم يستسلم الباحثون لذلك وقاموا بمحاولات عديدة لتنشيط خلايا الشبع فقط، وقد نجحوا في ذلك فعلًا، وقد لاحظوا أيضًا أن استخدام دواء (Naloxone) يقوم بغلق مجموعة من مستقبلات (Opioids) وكان لهذا تأثيرٌ كبير على تقليل الشهية بالتحكم في (Opioid system) الخاص بالمخ.
و بالتالي يمكن للعلماء التركيز على هذا النوع من الأبحاث حتى يستطيع الإنسان التحكم في الجوع والشبع ولا يدع المطاعم تتحكم في شهيّته مما يعطي آمالًا جديدة لعلاج السمنة دون الحاجة إلى نظام غذائي قاسٍ أو عمليات جراحية خطيرة.
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز