الشر غريزة طبيعية في الإنسان يُنكرها ويكبح جماحها، والفطرة الإنسانية تُنافي فساد القلوب وقسوتها إلا أنّ ابن آدم لِما أُحيط به من عوامل نفسية وبيئية مليئة بالحروب والصراعات انساق للعنف! فلَم يكتفِ بالجريمة والسرقة وغيرها من الأمور البشعة بل سَوّلت له نفسه الضعيفة إيذاء الحيوانات البريئة!
انتشرت في الآونة الآخيرة منظمات لإغاثة حيوانات الشارع أهمها: القطط والكلاب صغيرها وكبيرها. خاصةً وأنّها مُعرَّضة للإصابات والأمراض بشكل لا تهاون فيه. تتعدد حالات العنف الجسدي تجاه الحيوانات سواء بالضرب أو الحرق أو الإيذاء الجنسي والقتل. حسب الإحصائيات تترأس الكلاب القائمة بنسبة 70.1%، وتليها القطط بنسبة 20.9%، أما الخيول وسائر الحيوانات فتمثل نسبة 24.1% طِبقًا لتحقيقات مُوثَّقة قدمتها منظمة “HSUS” في الولايات المتحدة الأمريكية، وترتبط عادةً بجرائم سادية أخرى تجاه العامة خاصةً المرأة والطفل ويقوم بها عادةً رجال دون الثلاثين؛ تفضح التقارير أن 70% من تلك الجرائم قام المعتدي بإيذاء الحيوان إلى جانب فعله الأصلي المُحاسَب عليه، حسب الدراسات الأمريكية تُسجَّل -على الأرجح- 70 مليون حالة عنف ضد الجراء، و74 مليون ضحية من القطط، إلى جانب 20 مليونًا من الجرائم في حق المواطنين في مجتمعاتها المحلية.
أما عن اكتناز الحيوانات واحتجازها فأغلب فاعِليها نساء متقدمات في العمر، وهو فعل أقرب إلى الاضطراب العقلي منه إلى العنف، ويحوي ذلك إيواء أعداد كبيرة من الحيوانات الأليفة وحبسها، رغم أنّهم غير قادرين على إطعامها أو توفير سبل الحياة اللائقة بها.
وأشهر الضحايا التي نعرفها جيدًا -ويتمتع الصغار بألمها وفي أيديهم الفشار وحلوى الخطمي- حيوانات السيرك التي تُضحكنا آلامها وصُراخها وقفزها في حلقات النار بزئير يرتعد له من في الخيمة، إلى جانب الجرائم التي أثارت الرأي العام في مصر منها الحادث الشهير الذي اعتدى فيه شُبّان على الكلب “ماكس”، وذبحوه أمام صاحبه، وتسميم قطط في نادي الجزيرة وفي الجامعات الحكومية، وتعليق كلب من رأسه في شرفة منزل وإدخال الآلات الحادة في رحم الكلبة الصغيرة.
وتقول منظمة “paw” العالمية أنه يتعرض ما يفوق 25 مليونًا من الحيوانات الفقارية – الأكثر تشابها فسيولوجيًا مع الإنسان- إلى الاستنزاف من قِبَل المعامل والتجارب الدراسية في الجامعات، وإجراء الاختبارات عليها بصفة مستمرة كالشمبانزي والفئران والأرانب، والطيور التي وصلت لمائة مليون!
ولمّا تفاقمت هذه السيناريوهات المؤلمة والمُحزنة قامت العديد من المؤسسات الحقوقية والداعية للرفق بالحيوان في العالم بأكمله بتبني هذه القضايا غير الإنسانية، وتوجيه الأنظار لعدد الضحايا وتفاصيل ارتكاب الجرائم، وتحويل الجُناة للمحاكمات، وكذلك تقوم بإنقاذ الحيوانات المهدَّدة بالانقراض والمُعرَّضة للأخطار في الشارع العادي؛ فيوجد في مصر جمعية “S.P.A.R.E” بطريق سقّارة، وهي الجمعية المصرية لحماية حقوق الحيوان -أُنشئت عام 2001- وتهتم بالحيوانات الضالة والمُصابة، وتوفر علاجها وملجأ آمنًا لها. و قد حذّر الأطباء البيطريون من التعامل بشكل مباشر مع حيوانات الشارع؛ خوفًا من انتقال العدوى والأمراض التي تحملها إثر تَحمُّلها للطقس المتغير، وعيشها في اماكن مليئة بالقمامة وغيرها من المخلفات الُممرِضة، كذلك وقد اتجهت بعض الأصوات تشجع إخصاء هذه الحيوانات للحد من تكاثرها؛ لأنه صُلب المشكلة في المقام الأول! ويوجد في هذه الجمعية الملجأ الأوحد للحمير في مصر.أما بروك فهي جمعية خيرية مركزها في السيدة زينب تعالج الحيوانات مجانًا، وعن شعار منظمة بيتا فهو: “الحيوانات ليست ملكنا لنأكلها، أو نلبسها، أو نقوم بتجارب عليها، أو أن نستخدمها لترفيهنا، أو أن نضايقها بأي شكل من الأشكال”، ومقرها في فيرچينيا، وهي منظمة عالمية غير ربحية تهتم بقضايا قتل الحيوانات وصيدها، وتشن حملات ضد إجراء التجارب عليها.
وكل هذه الأنشطة تدعم نظرية الإحساسية “Sentiocentrism” التي تؤكد أنّ كل كائن حي له حقوق، ويجب التعامل معه بأخلاقية.
إعداد: نوران الراضي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز