يحكى عن إله قديم من آلهة الإغريق كان قويًا عتيدًا, صارع الآلهة الآخرين وتمكن من النيل منهم والظفر بالحكم العظيم، لكن وقع ذلك الإله في خطيئة نالت منه ومن سيطرته المتجبرة؛ امتنع عن تناول إفطاره لعدة سنوات متتالية!
قطعاً أنا أمزح فهذه الكلمات ربما لا تكفي لإقناع طفل صغير بتناول إفطاره لكن الأمر كان يستحق المحاولة، تعني كلمة “إفطار” لغويًا كسر الصيام وهو ما تفعله وجبتك الأولى في اليوم بالفعل إذ تظل بطنك خاوية زهاء نصف يوم منذ تناولك عشاء البارحة، كما أن نومك ينشط عمليات الأيض ليغدو جهازك الهضمي فارغاً تماماً بحلول الصباح، قد لا تواتيك الرغبة لتناول الطعام باكرًا ولكنه أمر ضروري حقًا إذ أن وجبتك الأولى تمثل ضربة البداية لأيضك في اليوم الجديد كما أنها تمدك بالطاقة التي تحتاجها لتتماسك حتى موعد وجبة الغداء، أيضًا تناولك لإفطار مكتمل يساعدك ذهنيًا ويعطي دفعة لتركيزك، قد تستخف بوجبة صغيرة لكنها قطعًا تساعدك على أداء عملك على الوجه الأكمل.
وإن كان عدم تناولك للإفطار مشكلة، فعدم تناول أطفالك للإفطار كارثة إذ يحتاج الأطفال لكافة العناصر الغذائية التي تساعدهم على النمو وتمهد لهم الطريق لتحصيل دراسي أفضل، ربما لا تحتاج أن تبدأ يومك بشيء دسم، فلتكتفي بأطعمة بسيطة أو حتى بقايا طعام الليلة الفائتة، احرص على جعل إفطارك ملوناً، أكْثِر من الخضروات وحاول توفير العناصر المتنوعة من البروتين والنشويات والڤيتامينات، شطيرة جبن وبيضة مسلوقة وطبق صغير من السلطة مع كوب عصير فاكهة ربما يكون الإفطار السهل المثالي ولكن يمكنك استبدال عناصره بأنواع أخرى تحوي نفس القيمة الغذائية. المهم هو ألا تخطئ خطيئة إلهنا الوهمي الذي ألغى إفطاره فانهار.
إعداد: محمد المليجي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز