المنزل هو المكان الآمن الذي نلجأ إليه عندما تعصف بنا الحياة في الخارج،، فهو الملاذ الآمن الذي نشعر فيه بالأمان حيث يحيطنا الدفء والاهتمام، وحيث يوجد أشخاصٌ يرعوننا ويهتمون لأمرنا و يحموننا من وَحْشة العالم في الخارج، حسنًا ليس البعض محظوظًا إلى هذا الحد، ففي الوقت الذي وُجدت فيه البيوت لتكون رمزًا للأمان، كانت تُصنع أكثرُ القصص رعبًا على الجانب الآخر، وعلى يد أشخاصٍ غير مُتوقّعين بالمرة، مما يجعل الضحية تتهم نفسها أحيانًا كثيرة، بل تألف ذلك الفعل فلا يوجد حق للدفاع عن نفسه.
تعريف العنف الأسري
العنف الأسري “domestic violence” يتم تعريفه على أنّه أي شكل من أشكال الإيذاء النفسي والجسدي والعاطفي والجنسي الذي يتم على يد أفراد العائلة داخل نطاق المنزل، وهو نوعٌ من الهيمنة وفرض السلطة لشخصٍ يمتلك صلاحيات أعلى من الشخص المتعرِّض للعنف، فإما أن يكون أقوى جسديًا أو ماليًا من الضحية، أو يتم استغلال ضَعف الطرف الآخر تجاهه وحاجته إليه؛ ليمارس هذا النوع من الابتزاز والإيذاء بأشكاله المختلفة.
وتعتبر أكثر الفئات المعرضة لذلك هم النساء؛ خاصة النساء غير العاملات والأطفال باعتبارهم الطرف الأضعف.
طبقًا للإحصائيات تتعرض أكثر من خمسة ملايين وستمائة ألف سيدة للعنف على يد شريكها في مصر، 1% فقط من تلك النساء طلبوا المساعدة، أكثر من النصف يعتقدون أنه من العادي أن يتعرضن للضرب والعنف علي يد الزوج؛ لأنهم قد تربوا على ذلك.
في أحد المجتمعات الإفريقية قامت مجموعة من النساء اللاتي تعرضن للعنف الوحشي من قِبل أزواجهن بعمل قرية للنساء فقط، لا يُسمح للرجال بدخولها، وعندما تم سؤالهن وُجد أن جميع النساء تقول نفس الجمله “أنه يتم ضربنا لأننا نساء وزوجات، الزوجة يجب أن تُضرب، هكذا كان يقال لنا يوميًا حتى لم نعد نحتمل”، معظم من يتعرضون للعنف يعتقدون أنهم يستحقون ذلك، ويلومون أنفسهم ويعتقدون أنّه خطؤهم وليس خطأ الطرف الآخر.
يعتبر العنف الجسدي سهل التعرف عليه، ولكن العنف اللفظي والنفسي هو الوحش الساكن الذي يدمر الضحايا بصورة لا تجعلهم يعودون طبيعيين أبدًا، بل أحيانًا لا يتم تصديقهم إذا طلبوا المساعدة، وبالتالي فنسبة من يبلغون عن العنف اللفظي أو النفسي أو يعترفون به أو حتى يطلبون المساعدة تكاد تكون معدومة.
طبقًا لموقع تشارك فيه بعضُ الضحايا قصصهن عن العنف، تقول إحداهن “لقد نجوت من العنف المنزلي، لكني لا أستطيع أن أجد نفسي”.
العنف الأسري لا يقتصر فقط على دول العالم الثالث، ولكنه شائعٌ جدًا في الدول المتقدمة، فهو نوعٌ من أنواع استغلال السلطة، من يمارسون العنف يستخدمون كلمات مثل you deserve it, you ask for it, I did not mean it you made me do it أي أنهم لا يعتقدون أنهم مخطئون أبدًا، وهنا تبدأ المأساة.
لا تنخدع بشكل البيوت الهادئة المزينة بالأزهار التي تصدر منها أصوات صراخٍ بالليل، فمقابل كل إهانة وكل ضرب تتلقى باقة ورود واعتذار ولوم لأنها من فعلت هذا لنفسها، لذلك رسالتي لكل من يتعرض للعنف بأشكاله المختلفة هي أنه يجب عليك أن تقف في وجه من اضطهدك، وكل من أعطاه الحق لذلك، وتقول أن تلك الأفعال لا يجب أن تحدث لي، أنا لا أستحق ذلك، لا أحد يستحق ذلك، فقط قل لا، واطلب المساعدة.
إعداد: نهى رشاد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز