عسل النحل هو الطعام الذي لا يفسد أبدًا، اعتمده إنسان العصر الحجري منذ 88 آلاف سنة كغذاء ذو مذاق حلو وطعم شهي قبل معرفة الخبز واللبن والحبوب فما سر استمراره لوقتنا هذا؟!
وكذلك عثر علماء الآثار أثناء حفرهم في قبور المصريين القدامى على إناء عسل يعود لآلاف السنين ولا يزال محتفظًا بخواصه وطعمه ولم يتطرق إليه الفساد فما هي الميزة التي اكسبته صفة الصلاحية الأبدية؟
– السر هو في روعة التركيب الكيميائي الذي صنع منه العسل، حيث صنع العسل لغرض تخزيني منذ البداية ليستفيد منه النحل في فترة الشتاء عند عدم تواجد الأزهار ويعود صموده لفترات طويلة إلى:
- حموضته [PH=3–4.55] التي لا تناسب الكثير من الكائنات الدقيقة.
- احتواءه على بيروكسيد الهيدروچين وهو مركب كيميائي ناتج من اختلاط إنزيمات معدة النحل مع الرحيق وله دور في منع نمو الكائنات الدقيقة في العسل وإفساده.
- وأيضًا السبب الأهم هو خلوه من الماء (قليل الرطوبة) واحتوائه على نسبة كبيرة من السكريات التي تجعله عالي التوترية (Hypertonic) ولأن البكتيريا تعتبر منخفضة التوترية (Hypotonic) لذلك تحصل عملية التعادل بواسطة الخاصية الأسموزية (Osmosis) التي تسحب الماء من البكتيريا وتقضي عليها ولصِغر البكتيريا لن يتأثر العسل ولن يفسد، وهكذا يعتبر عسل النحل بيئة غير مضيافة لكي تعيش فيها البكتيريا.
وقد تم إثبات دور العسل في القضاء على الجراثيم من خلال التجارب التي قام بها الطبيب “ساكيت” المتخصص في الجراثيم والباحث بكلية (كولورادو)، حيث قام بزرع مجموعة من الجراثيم المسببة للعديد من الأمراض في مزارع العسل الصافي ثم وجد أن معظم الجراثيم قد قضي عليها منها؛ جراثيم الحمى النمشية Typhus وذلك بعد 48 ساعة, وجراثيم الحمى التيفودية Typhoid Fever بعد 24 ساعة, بجانب جراثيم مرض الزحار العصوي Bacillary dysentery الذي قُضي عليها تمامًا بعد عشر ساعات…
ثم أكد الدكتور ” لوكهيد ” في جامعة (أوتاوا) صحة النتائج بعد إجراء نفس التجارب تحت ظروف مختلفة.
وبفضل لزوجة العسل العالية واحتوائه على بيروكسيد الهيدروچين, اشتهر أيضًا كعلاج للعديد من الأمراض والجروح.
الآن نستطيع القول أن العسل وسط غير صالح للبكتيريا بل مبيد لها.
إعداد: صباح عبد الباري
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز