تُحفز العديد من الأشياء مناطق المكافأة في المخ، من بينها الحركات المتناسقة؛ كالنشوة الناشئة عن مشاهدة مشاهد القتال والسيارات السريعة في أفلام الإثارة. ولكن ماذا عن المتعة التي يحصل عليها مشاهدو الرياضة أو راكبو قطار الملاهي أو السيارات السريعة؟
العلماء ليسوا متأكدين لمَ نحب الحركة بهذا القدر! ولكن هناك العديد من وجهات النظر التي تعتقد أن الحركة تعطي دَفعة معنوية كبيرة، ناهيك عن تزامنها مع الموسيقي، والتي تعطي متعة مضاعفة للمخ؛ الموسيقى تنشط مناطق السعادة والمُكافأة في المخ، والتي تقع بالتحديد في قشرة الفص الجبهي “orbitofrontal cortex” مباشرةً خلف العينين، كما أنها تحفز منطقة تدعى بالـ “ventral striatum” في الدماغ الأوسط ،والذي وُجد تناسبًا كبيرًا بين نشاطها ومدى الاستمتاع بالموسيقى، بالإضافة إلى تحفيز المخيخ”cerebellum” ، المسئول عن تناسق وتوقيت الحركة.
لماذا يُعد الرقص مبهجًا؟
أولًا: يعتقد الناس أن الموسيقي ناتجة عن حركات إيقاعية كنقر إصبعك على الطاولة مثلًا.
ثانيًا: مناطق المكافأة في المخ مرتبطة بمناطق الحركة.
ثالثًا: تقول الأدلة أننا نصبح حساسين لمشاهدة حركات الآخرين؛ حيث َتنشَط مناطق متشابهة في المخ عند رؤية وتنفيذ حركات معينة، على سبيل
المثال؛ يتزايد نشاط مناطق الحركة في مخ الراقصين المحترفين عند مشاهدتهم راقصين آخرين أكثر من العاديين.
أدلة أخرى تثبت أن التجارب الحسية ما هي إلا تجارب حركية في النهاية؛ فالمُوسيقى والرقص مُنشطان للسعادة في دائرتي الحركة والحس في القشرة المخية “motor and sensory circuits”، تنشيط مناطق الحركة -دون وعي منك- ينتُج عن محاولتك للتَنبؤ بالحركة القادمة التي يؤديها الراقص.
الموسيقى في الواقع تؤدي إلى جعل الحركة أكثر انسيابية عن طريق تحسين التوقيت، والتناسق، والإيقاع؛ فالعديد من الحركات في القتالات المنظمة والرقصات المُصمَمة تمّ تخطيطها وتعليمها وتنبؤها بمساعدة الموسيقى مما منح المشاركين السعادة، وجعلهم متكيفين بصورة أفضل.
إعداد: رقية أشرف
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز