أنا الفيل، لا تخف من ضخامة جسمي أيها الإنسان فأنا لا آكل اللحوم، وليس جسمي فقط هو الضخم، بل مخي أيضا، فإن كنت تظن نفسك الكائن الوحيد الذي يتمتع بالذكاء فدعني أخبرك أنك مخطئ، وهذه هي أدلتي:-
أيها الإنسان، هل لك أن تتذكر ذكريات سنة مضت؟
لا أظن ذلك، وإن فعلت فإنك ستتذكر معظمها بشكل خاطيء، أما نحن معشر الفيلة، فقد منحنا الله ذاكرة تتفوق على ذاكرتك بمراحل عديدة، فنحن نستطيع تذكر كل بحيرة وكل ينبوع ماء عذب شربنا منه على مر السنين، نحن نستطيع معرفة كل أشخاص عشيرتنا حتى إذا وصل عددهم إلى ثلاثين عضو، ليس ذلك فحسب، فإذا كنا من الفيلة المهرة التي تلعب في السيرك فإننا نتذكر أيضا البشر التي ربطتنا بهم علاقة وثيقة.
ليس ذكاءً من نوع الذاكرة القوية فقط، فذكاؤنا العاطفي مثير للدهشة، فنحن نملك ذكاء عاطفيا يقارب ذكاء كائنا من أكثر الكائنات رقيا وهو الشامبانزي، فنحن نعيش في جماعات، نتألم لمفارقة أحباءنا كما تتألمون أيها البشر، نعاني من الأمراض النفسية مثل مرض “posttraumatic stress disorder” ، نتعاون مع بعضنا في أداء المهمات الصعبة، وندفن من يموت من عشيرتنا.
آذاننا الكبيرة التي قد تكون مدعاة للسخرية من قبل بعضكم، فهي في منتهي الأهمية لنا، احتواؤها على عدد كبير من الشعيرات الدموية يساعدنا في التخلص من الحرارة الزائدة بسهولة، كما أنها تمكننا من سماع الموجات تحت السمعية التي ترسلها الفيلة الآخرى لنتمكن من التواصل مع بعضنا البعض.
وفي الأخير يكفي أن نقول لك أيها الإنسان، إنك بالرغم من شدة ذكائك تلك، فإنك تعاملنا بمنتهى الوحشية من تقطيع الغابات التي نسكن فيها إلى تكسير أنيابنا لتستفيد أنت بها، فمن يستحق أن ينال لقب الذكي إذا؟
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز