أدرك جيدًا أن ذكرياتي معك غالبًا ما كانت سيئة ولكن أؤكد لك أن السبب وراء ذلك هو تعرفنا بطريقة غير ملائمة؛ وها أنا ذا هنا اليوم لنتعرف كما ينبغي. دعنا نعيد لقاءنا من جديد في أعماق البحار بعيدًا عن الشاطئ.
أنا أنتمي إلى شعبة اللاسعات؛ وهذا يفسّر كل تلك الذكريات السيئة، فأنا أمتلك أهدابًا ولواسع لمساعدتي في الافتراس، ولكن في المقابل لا أمتلك جهازًا هيكليًا ولا حبلًا شوكيًا بل إنني حتى لا أمتلك مخًا، وبدلًا منه لديّ شبكة من الخلايا العصبية التي تستقبل الأحاسيس المختلفة وهي تقوم بواجبها على أتم وجه.
تتراوح أحجام معظم أبناء جنسي ما بين 1 سم إلى 40 سم، ولكن هناك بعض الأنواع التي تصل أحجامها إلى بضعة أمتار. نحن —قناديل البحر— نختلف في أشكال طعامنا ولكننا نتفق جميعًا أننا مفترسون؛ تتنوع هذه الفرائس بين بعض الهائمات البحرية، القشريات، بعض أنواع الأسماك، بل حتى قناديل البحر الأصغر حجمًا؛ وفي المقابل هناك ما يقرب من 150 نوعًا من الكائنات البحرية التي تتغذى عليّ؛ وربما هذا هو السبب وراء أن معظم أنواعنا عديمة اللون كوسيلة للحماية وسط هذا الحشد الهائل من المفترسين، أما الأنواع الملونة (الأحمر والبرتقالي أشهرهم) عادةً هي تلك التي تعيش في المياه العميقة حيث سيكون هذان اللونان غير مرئيين في ظلمة المياه.
وبالرغم من أنّ معظم أنواعنا تمتلك جسدًا شفافًا إلا أن هذا لا يحرمنا تمامًا من الألوان؛ فمعظمنا قادرعلى إصدار الضوء الأزرق أو الأخضر فيما يعرف بظاهرة التلألؤ البيولوچي وذلك تحت بعض التأثيرات كاللمس مما يمنح اللسعة منظرًا خلّابًا في النهاية!
إعداد: مريم عبد الله
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز